من سمات الشخصية المؤمنة الملتزمة احترام المواعيد ، وتقديم المجتمع، والاهتمام بالميعاد و بالوقت، فأخلاق المؤمنين رهن باحترام الوقت والميعاد، وإن احترام المواعيد سمة وصفة مميزة للمؤمن الملتزم، لأنها صفة الأنبياء والأوصياء والمرسلين.
إن احترام المواعيد والأوقات من أهم عوامل النجاح ،والالتزام بهما له أهمية كبرى في حياة البشر، فكيف عن الخطيب أو المحاضر أو الطبيب أو الأستاذ إذا تخلف عن موعده، لكانت الحياة فوضى!
قال أحد الشعراء:
إذا قلت في شيء نعم فأتمه**فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل لا تسترح وترح بها **لئلا يقول الناس إنك كاذب
إن احترام المواعيد من صفات المؤمن الصادق الملتزم بدينه وعقيدته اتباعا للأنبياء والأوصياء والمرسلين، وعدم الالتزام بهما من صفات المنافقين الكاذبين، إلا إذا كان هناك عذر قاهر ،يطمئن الناس بعضهم إلى بعض، وتزرع الثقة في نفوسهم وعهودهم والتزاماتهم، باحترامهم لمفهوم احترام المواعيد أو احترام الوقت.
وقد مدح الله تعالى، نبياً كريماً بالصدق في الوعد، فقال عز وجل:(واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا) ولهذا كان احترام المواعيد والأوقات سمة مميزة يعرف بها شخصية المؤمن الملتزم الصادق عن غيره،
إتباع للأنبياء والأوصياء والمرسلين، وخلاف ذلك من أخلاق الفاسقين والمنافقين الكاذبين، كما حث الدين على ذلك والنبي الأكرم محمد
( صلى) وأهل بيته( ع) على الوفاء بالموعد والالتزام بالصدق، وجعل من يخلف الوعد أو الوقت متصفاً بإحدى صفات المنافق الكاذب، فكيف تأخذ الخطيب أو المحاضر أو الطبيب أو الأستاذ أو العالم قدوة وهو لم يلتزم بالموعد أو الوقت، كيف لناس أن تزرع فيه الثقة، إن احترام المواعيد والأوقات والالتزام بها يحفظ الحقوق والأوقات فتحصل بها المنفعة والمصلحة العامة،
فكيف بالله عليكم تتحقق المصلحة والمنفعة لمن يأخذ موعداً ويتخلف عن موعده بالساعة أو نصف ساعة
والناس تنتظره، كيف تتحقق المصلحة والمنفعة من بعض الخطباء أو بعض طلاب العلوم الذين يرقون المنابر ويعظون الناس وهم يتخلفون عن مواعيدهم ولم يلتزمون بها يربون الناس على مفهوم الاحترام بالمواعيد والأوقات،
لو عكسنا الأمر مثلاً،
ما بالك بطلاب العلوم وهم ينتظرون محاضرة بموعد معين، ولكن لم يأت فيه المحاضر إلا بعد نصف ساعة أو ساعة أو أكثر، فما موقف طلاب العلوم من المحاضر؟
وكيف لطالب العلم أن يطالب الناس بزرع الثقة فيهم وهو أول من يتخلف عن مواعيده وعدم الالتزام بها؟ وكيف يكون طلاب العلم قدوة حسنة للآخرين؟
وربما السبب الأول بالنسبة لنا في عدم الدقة بالاحترام بالمواعيد واحترام الأوقات هو أننا لم نتربى على مفهوم احترام المواعيد أو احترام الوقت فمتى ما استطعت الاحترام أنجزت ، فعلى من يرتقي المنبر أن تكون لديه المصداقية وأن تكون له القدرة على مفهوم احترام المواعيد أو احترام الوقت، ليربي الناس على مفهوم احترام المواعيد والأوقات.