من المؤسف والمؤلم أن يتعرض الكثير من الناس إلى سلوكيات مزعجة ومؤذية من أعداء النجاح، أولئك الذين لا يتركون شاردة ولا واردة إلا وانتقدوها وصبوا عليها حقدهم وحسدهم وغضبهم، تجاه أهل النجاح؛ نتيجة نجاحهم أو تميزهم في العمل أو الجهد والقدرات أو في الحياة عموما، سلوكيات من شأنها إلحاق الأذى بهم دون أن يقترفوا أي ذنب سوى أنهم ناجحون ومميزون، وهؤلاء منتشرون في أنحاء العالم، وما بين الناس، فدائماً يصدرون طاقاتهم السلبية للناجحين والمتميزين.
وبالتأكيد فإن كل فرد لديه من الحكايات والمواقف المؤسفة والمؤلمة التي تعرض لها من هؤلاء الأعداء، ولكن الأهم، علينا ألا نرضخ لرغباتهم وسلبيتهم وأن ندافع عن أنفسنا بشدة وبقوة، وبالتالي فكلنا في حاجة إلى هذا النجاح حتى وإن تعرضنا لمواقف مؤسفة تحاول النيل منا والحد من تقدمنا وتطورنا.
النجاح غالبا ما يولد الأعداء، ومن لا يستطيع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف، لكن الناجح هو من يؤمن دائما بالمقولة الشهيرة:"إذا جاءتك ضربة من خلفك، فاعلم تماما إنك في المقدمة" والعمل هو الرد البليغ على أعداء النجاح، ولا أعتقد أن هناك شيئا يؤلم الفاشلين أكثر من استمرارية نجاح الناجحين.
وغالبا تأتي تلك السلوكيات ممن هم أقل منهم من حيث القدرات الاجتماعية أو الذهنية من الله -سبحانه وتعالى-، وإن أفضل طريقة للتعامل مع أعداء النجاح هو تجاهلهم وعدم الالتفات إليهم، مع مواصلة التميز سواء كان ذلك على المستوى العلمي أو العملي، كذلك لا بد من التخلص من الحساسية تجاه تصرفات الآخرين فالناس متفاوتون في تصرفاتهم، والمهم أن يكون الإنسان واثقا بالله ثم بنفسه فلا يهتز ولا يرضخ ولا يتراجع لأي مخاوف إضافة إلى أهمية ألا يجعله يحفر قبر نجاحه بيده.
أعداء النجاح الذين يحاولون بسعيهم وهجومهم المريض محاربة كل ناجح ومتميز، لايعترفون بتميز أو نجاح أو إنجازات الناجح المتميز، مع العلم أننا مجتمع مسلم تعلمنا وتربيتنا على أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا، وهناك العديد من المواقف التي سمعنا بها من أعداء النجاح ،أقوى كلمات هي التحطيم والتحبيط من أقرب الناس إليك، والتي تهدف إلى إعاقة المتميزين الناجحين في قدراتهم وعدم تحقيق طموحاتهم، يجب عدم الالتفات لتلك الأقوال المحبطة، والسير نحو تحقيق هدفك، وما هو أسوأ من الكلام المحبط والتحطيم هو بث الشائعات والاتهامات الزائفة ولكن بصورة خفية لا تستطيع اكتشافها، وهذا مرض العصر في مجتمعاتنا الذي تدعي بأنها متعلمة ومثقفة ومسلمة كونهم عاجزون تماما عن المنافسه الشريفة ذاكرة أن أكثر ما يثير استيائنا هي وجود تلك الفئة بكثرة في بيئتنا وفي مجتمعاتنا، ومع ذلك لا يتركون غيرهم ينجز وينجح ويتميز.