بدأ النقد اللاذغ والتقليل من قيمة الآخرين والسخرية أوما يسميه البعض (طقطقة اللسان) تنتشر في مجتمعنا دون جدوى وتتطور وتستحث عليها أمور لم تكن في الحسبان،
وأصبح هذا السلوك ظاهرة لم يسلم منها العديد من أفراد المجتمع،
حتى أن بعض المسؤولين العاملين في المجتمع أصبحوا في مرمى سهام من يصنعها،ومن يروج لها.
فهل هي ظاهرة صحيحة أم العكس؟ البعض يعتبرها نوع من التنفيس،
فالنقد اللاذغ والتقليل من إنجازات الآخرين والتقليل من قيمة ما يملكون من إنجازات والتهميش وتجاهل نجاحاتهم والاستهزاء بحديثهم والسخرية عليهم في الاجتماعات وتجريحهم والتقليل من قدراتهم وإحباطهم وتحقيرهم في كل فرصة،إن صناعة النقد أو السخرية من البعض يسميها فن، والحقيقة هي تخضع كدلالة لحدوث تغيرات ثقافية،
وليس الكل يحمل ثقافة احترام أفراد المجتمع، وفي ظل الأزمات المتمادية من بعض الأفراد، تكشف لنا النقد أو السخرية كتعبير رمزي، الكثير مما يتطلع إليه أفراد المجتمع.
إن توجيه النقد اللاذغ إلى الآخرين والسخرية والاستهزاء وسيلة من الوسائل التي يستخدمها المندحرون والمصابون بعقدة الحقارة بغرض التقليل من قيمة الناس الناجحين وتجاهل إنجازاتهم والتقليل من قيمة مايملكون من قدرات، وتدارك الحقارة التي هم عليها،
ولنعترف سلفاً بأن النقد البناء،من أفضل وأهم وسائل التكامل الفردي والاجتماعي،
أما السخرية، فهي الاستصغار بالآخرين، وتتحدد بأشكال وكيفيات مختلفة تبعاً للشخص حسب ثقافته،وتبعاً للزمان والمكان.
ففي زمن أو مكان تغري السخرية بالساخر لأن يترجم استصغاره للشخص المقابل دون ظرف آخر، وهكذا تختلف كيفية السخرية تبعاً للظروف والمتغيرات.
والسخرية ترجمة لطاقة التكبر والاستعلاء على الآخرين من نفس الساخر، فإما أن تكون هذه السخرية على شكل كلام يراد منه الضحك لتحقير ذلك الشخص، أو على شكل فعل معين أو على شكل إشارة معينة حسب ما يفهم منها،
وغاية ما يفهم منها هو التقليل من الشأن،وفي الحقيقة أن الغاية الأس سية منها هي تحقير الغير لرغبة مكبوتة في النفس البشرية في أن تكون هي الأعلى والأفضل، فهي تتبع أخطاء الغير ، وتحاول أن تصور هذا الخطأ بأبشع وأتعس صورة لتحقيق الهدف الأساسي وهو الاستعلاء والتكبر، وعلى المؤمن أن يروض نفسه
ويكبتها عن هذا السوء، فيحترم أخاه المؤمن حتى في مورد الخطأ، واعلم أيها المؤمن أن السخرية بالدين هي أشد من العصيان والرفض، ولذلك كان عقابها أشد،وهؤلاء المجرمون الذين يسخرون بالدين وبالآخرين أو برموز الدين لم يتصرفوا تجاه هذه الرسالات وفق هذا المنظور، لذلك استحقوا عذاباً أشد من التكذيب والعصيان،لأن فعلهم كان أشد من ذلك.
التعليقات 1
1 pings
العبد الفقير
2024-06-18 في 6:09 م[3] رابط التعليق
الأمراض على اشكال والحاله النفسيه عند بعض الناس لها مردود سلبي اذا لم يكن هناك من يفهم حالة المتكلم النفسيه لان البعض لايدرك المعنى الحقيقي للكلام فينسبه لنفسه فهنا تكمن المصيبه وتلعب الحاله الهستيريه عند المصاب بالعمى فلا يرى غير الظلام من حوله لانه يتوهم ان الناس يظلمونه علما بأن الكلام ليس سوى مجرد فضول يتناقل هنا وهناك .