الكلمة الطيبة هي أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين، الأخلاق هي صفة للتعامل، فهي إذن أول دستور الإسلام، لأن الإسلام دستور للتعامل، وهي من صميم الإسلام لأنها وفق هذا المعنى أي الأخلاق، تعني السلام والمسالمة والأمن بين البشر، فالإنسان بتواضعه ولطافة لسانه وفعاله مع غيره في موضع الملاطفة.
فالتواضع الاختياري يكشف عن نفس صحيحة وسليمة، والتواضع صفة سلوكية يتصف بها الإنسان تؤخذ كانطباع عام لأفعال ذلك الإنسان عند مخالطته للآخرين ضمن نطاق المجتمع، إذن التواضع وكذلك الخلق، هما دلالة على انتماء هذا الشخص إلى الإيمان وروحه صفة من الإسلام، فهي إذن من صميم الدين، ومن لا أخلاق له لا دين له، ولا إسلام له، لأنه فقد روح الإسلام والإيمان، فذهب الله بالرقة والرحمة والمودة من قلبه، والله لا يحب كل ذي قلب غليظ.
ومعنى الكلمة الطيبة ،هي الكلمة أو القول عموما الذي يراد به الطيب للمجتمع والواقع فعلا، أي يراد به الإصلاح، والكلمة التي فيها خبث، هي الكلمة التي تطرح الأفكار أو المعلومات أو الأوامر بخبث، ووجه الخبث هنا أن الكلام ظاهره مصلحة للواقع حسب ما يقال من قبل الخبيث، ولكن الواقع غير ذلك، فالغاية نابعة من الأنانية والمصلحة الشخصية الدنيوية للشخص الخبيث الذي ألقى الكلمة، إذن هذا المفهوم حقق معنى الخبث والخباثة.
والنص القرآني يوضح (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون *ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) إذن النص وضح تأثير الكلمة الطيبة والخبيثة في المجتمع، فيستفاد من النص أن هذا التأثير تفاعلي متسلسل مفتوح في كل الاتجاهات. عن زين العابدين (ع): (القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق،وينسئ في الأجل،ويحبب إلى الأهل، ويدخل الجنة).
وعن الرسول الأكرم(ص) أنه قال: (والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير).
إذن الكلام الطيب، هو سلوك صحيح ومطلوب،والكلام الخبيث هو سلوك مرفوض ومذموم.القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق،وينسي في الأجل،ويحبب إلى الأهل، ويدخل الجنة).