يؤدي المسحر وظيفته في شهر رمضان من كل عام وهي عبارة عن الدوران في جميع أحياء وشوارع وأزقة البلدة، والطواف على جميع المنازل وهو يحمل معه (طبلة) يقوم بالضرب عليها بالعصا ضربات قوية وتكون على نغم واحد وهو يردد بعض الأذكار ( سحرو سحرو ، سحرو ياصيام) حتى يسمعه الناس في منازلهم ومن ثم يستيقظون ليستعدوا لتناول وجبة السحور والأمور التعبدية الأخرى.
ويستمر المسحر في هذا العمل طيلة ليالي الشهر الكريم لا يثنيه عن أداء رسالته الظلام الدامس أو برد الشتاء القارص أو الأمطار الغزيرة أو حرارة ورطوبة الصيف المعروفة، ويعمل هذا الرجل بكل جد واجتهاد حتى لا يدع شارعا إلا ودخله ولا منزلا إلا وصل إليه، وهو يضرب تلك الضربات التي تعود الناس سماعها شهرا كاملا في كل عام.
الوداع:
وما إن يقترب شهر رمضان من نهايته (العشر الأواخر) حتى يبدأ الاستعداد لوداع هذا الشهر الكريم فتجتمع مجموعة من أهالي البلدة وهم يرددون أنشودة
الوداع:الوداع الوداع الوداع يا رمضان
ودعوا ودعوا ودعوا يا صيام
حتى يودع الناس شهر رمضان المبارك بهذه الكلمات وفي صباح يوم العيد تقوم بعض العوائل برد الجميل لهذا الرجل المخلص الذي لم يهدأ طيلة شهر كامل من الركض والسير على قدميه في شوارع البلدة بإعطائه بعض النقود والهدايا.
وأول هؤلاء الذين بقوا لسنوات يمارسون هذه المهنة يصل بعضها إلى ثلاثين سنة متواصلة، هو جد عائلة الشهيب ولكن لم نستطع تحديد اسمه وكان ذلك قبل حوالي أكثر من مئة عام، ثم جاء من بعده الحاج علي حسن الكريو (عائلة انقرضت) في المنيزلة، وظل يضرب بطبله عددا من السنين ثم الحاج عبد الله حسن الرويشد، واستمر يمارس مهنته عدد من السنين ثم ابنه الحاج أحمد عبد الله الرويشد وجاء بعده الحاج حسين حسين الحسن، وقد استمر هذا الأخير حوالي الثلاثين سنة إلى (عام 1420 ه)، ثم جاء من بعده صادق حسين السيحان، وخليفة عبد المحسن الحريب وحسين علي الشهيب وطاهر إبراهيم الحريب ولا زالت تمارس هذه المهنة إلى يومنا هذا.