ننتج عن الحوادث المرورية الكثير من قتل الأرواح والإصابات والإعاقات، وأوضحت دراسة علمية أن النسبة لأسباب الحوادث المرورية في المملكة تختلف بشكل عام إلا أن الأسباب ترجع في غالبيتها إلى العنصر البشري وهو الإنسان الذي يقود سيارته أو دراجته النارية، بتهور وسرعة جنونية، وتجاوز كل الأنظمة المرورية، وعدم المبالاة بالآخرين والمشاة من الناس، وتجاوز الإشارات، والانشغال بالهاتف (الجوال). وبينت الدراسة التي أجراها مجموعة من الأطباء حول الآثار الاقتصادية المترتبة على الحوادث المرورية وسبل تقليصها، أن السرعة تأتي في مقدمة أسباب الحوادث وتسهم بنسبة كبيرة بمايقارب70 بالمائة من المصابين والوفيات خارج المدن وداخلها وعلى الخطوط السريعة، الناتجة عن السرعة الجنونية والتهور، وأسبابها تدني الالتزام بأنظمة المرور، وعدم المبالاة بالأرواح البشرية.
من جانب آخر، أفادت ذات الدراسة أن المصابين بسبب الحوادث المرورية يعانون بدرجة كبيرة من مشكلات كثيرة يأتي في مقدمتها معاناة استعادة المصاب للذكريات الأليمة للحادث، والمعاناة من الاكتئاب والقلق وعدم قدرة المصاب على التكيف مع المجتمع، مشيرة إلى أن هذه الأمور توضح بجلاء فداحة الآثار التي خلفتها الحوادث المرورية، فلا بد من ضرورة تلافيها أو تقليصها على أقل تقدير، مبينة أن الحوادث المرورية تصيب سنويا نحو أربعين ألف شخص، وتقتل أكثر من سبعة آلاف شخص، بينما تسجل إعاقات متعددة تصل إلى ثلاثين بالمائة من عدد المصابين، وأظهرت نتائج الدراسة أن نحو سبعة وتسعين بالمائة من الذين تعرضوا للحادث تطلبت إصاباتهم نقلهم إلى المستشفيات، ووفق الدراسة فإن ذلك يتطلب العديد من التكاليف المالية والخسائر البشرية، وضحايا فادحة، يتكبدها المصاب أو أهل المصاب أو الدولة، وذكرت الدراسة أن أخطر ساعات اليوم بالنسبة لقائدي المركبات بين الساعة اثنا عشر ظهرا والسادسة مساء، وقد نقلت لنا الأيام الماضية حتى هذا اليوم خبر العديد من الوفيات لشباب في ربيع زهور أعمارهم بسبب حوادث مرورية خطيرة للغاية، ومن الضروري وضع حد من قبل ولاة الأمور بجدية، ومناقشة هذا الموضوع المروري الهام في جلسات العائلة والأصدقاء وفي الحسينيات من قبل الخطباء ومجالس الذكر والمساجد في شهر رمضان المبارك، والتأكيد على الشباب والأولاد والبنات بالجدية والأمانة بالالتزام بعدم السرعة والتزام أنظمة المرور، وقواعد السلامة للحفاظ على أرواحهم وسلامتهم من الإصابات التي قد تكون بعضها البقاء في المستشفى لمدة طويلة أو في البيت بسبب الإعاقات البدنية الدائمة أو الوفاة، وهذا أمر خطير جدا لا بد من وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، التي تتسبب في وفاة الكثير من البشر ،وذلك بسبب اللامبالاة بالأرواح والأنفس.