شهر رجب الاصب يعتبر بداية تعبئة للمؤمنين العارفين للانطلاقة ومرورا لشهر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شهر شعبان المعظم وصولا الى شهر المغفرة والرضوان . هو شهر من أفضل الشهور ولياليه أفضل الليالي وأيامه أفضل الايام عند الله إنه شهر رمضان المبارك . وهذه محطات ربانية فيها يتزود المؤمن بالكثير من المعارف الايمانية والتعبئة الروحية والفكرية .
هذه الكلمات محور كلمة الخطيب الحسيني المبدع احمد بن حجي البوشاجع ابونزار والتي قدمها ظهر يوم الجمعة الموافق 26/ جمادى الاخر 1436هـ في جامع الامام الجواد بالمنيزلة بين فرضي صلاة الظهر والعصر ، حيث استهل حديثه بالوقوف على بعض آيات سورة الفاتحة مشيرا الى أن المصلى في الخمسة الفرائض وبشكل يومي يطلب من الله سبحانه وتعالى المعونة والاستعانة للهداية الى الطريق المستقيم ( اهدنا الصراط المستقيم ) والذي لا يكون به أي اعوجاج في السلوك وفي العبادة ولا تقصير من هنا ومن هناك وتهاون بالحكم الشرعي .. فالصراط المستقيم الذي تشير اليه الاية المباركة يمثله أهل البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نسل الحسين عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام وحري بنا أن نتبعهم في سلوكنا في علاقاتنا في عبادتنا في تعاملاتنا لنكون قريبين مما يريده الله منا من تطبيق أحكامه وتشريعاته .
وقد أشار أبونزار الى أن الهداية ليس بالأمر السهل مكررها ثلاثا حيث تتطلب بذل جهد كبير لتحقيقها "وعلينا أيها الاحبة أن نحدد أهدافنا وبشكل واضح " ملفتا الى أن هناك من يعيش جل اموره بالبركة دون تحديد لأهداف وطموحات علية يسعى لتحقيقها وللأسف حتى من يحدد أهدافا تراه غدا تكون له أهداف أخرى فيكون متأرجح في التخطيط .
فنرى الشعوب والدول النامية الناجحة كيف نجحت وكيف تطورت ؟ تحقق كل ذلك من خلال وضعها للخطط الخمسية والعشرية والسعي الجاد لتحقيقها وفي النتيجة حتما تحصد التقدم والتفوق ، عكس من تبقى في نقطة التنظير والتخطيط الذهني الغير مكتوب وتبقى في التمنى وعدم وضوح الرؤية والهدف وهذا ما يعيشه البعض منا للأسف في امور حياته ومنها الجانب العبادي فكم واحد يتمنى أن يقيم الاعمال العبادية من صلاة نوافل وصيام تطوع وصدقة جارية وإحياء الليالي المندوبة بالدعاء والأعمال ولربما يخطط لذلك لكنه لا يسعى ولا يخطو عمليا ..
ملفتا إلى ان البلاء والاختبار من الله للإنسان لا يقتصر على بلاء المرض ونقص المال ...الخ بل قد يكون الاختبار في مساحة الفكر فنرى الوثنيون كيف قادهم فكرهم الى عبادة الاصنام المصنوعة من الحجارة والخشب وتقديم لها القرابين دون الله الواحد الاحد ، كيف سلموا تفكيرهم واقصروها على هذا النهج والسلوك وكيف اختلطت عليهم الامور ، فالبعض للأسف مازال يعبد اوثانا وأصناما ولكن ليست مصنوعة من خشب وحجارة فعبادة الشيطان بإتباعه فعمل المعصية وعبادة الشهوة وما تغرره من لذة آنية قد تخرج الانسان من دائرة الايمان ..
فالأيام والأشهر القادمة ( رجب وشعبان ورمضان ) أشهر علينا أن نستثمرها عباديا بالتخطيط وكتابة الاهداف والسعى لتحقيقها لننجح في حياتنا .