افعل الخير ولا تعتمد فيه على الآخرين، فإذا عرض عليك فعل الخير، فلا تردد في عمله، فبادر لفعل الخير ما دمت قادرا عليه، ولا توكل غيرك فتخسر هذه النعمة التي عرضها الله عليك، فلا تفوتك الفرصة.

البعض حينما يعرض عليه عمل خيري يقول: تركتم أهل المال والجاه وجئتم لي؟!

يقول الإمام علي (ع): (....ولا يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني فيكون والله كذلك، إن للخير والشر أهلا فمهما تركتموه منهما كفاكموه أهله) قد يلحظ بعض الآباء هذه الحالة حينما يطلبون من أبنائهم شيئا، تجد من طلب منه الأمر، يحيل أباه على أخيه، والأخ على الآخر وهكذا، إن هذا خير فلماذا تعطيه لغيرك وأنت محتاج إليه، وتفوت فرصة ثمينة على نفسك؟

لو أعطتك الدولة مثلا أرضا كمنحة، أو قيمة أرض، فهل ستقول لهم: فلان أحق مني وأحوج فهبوها له؟ أنت تنتظر هذه الفرصة ولن تضيعها.

أعمال الخير هي أهم وأكبر لكن أكثر الناس لا يعملون، أو يعملون لشهرة أو مباهاة، أو يعمل ويظلم الآخرين، أو يمن على من أعطاه ، سوف يأتي يوم أنت أحوج ما تكون فيه إلى قيمة هذا العمل الخيري في الآخرة، فبعض الناس في يوم القيامة تراهم ينعمون بقصور كبيرة، فتصيبك الحسرة، وتتمنى أن يكون عندك قصر مثلهم، فتسأل: من أين لهم هذا؟ فيقال لك: هذا من عمل الخير الذي دعيت له فحولته عليه، قام به وحصل على هذا القصر، وهنا تكون الندامة.

من فطرة الإنسان قدرته على التمييز بين الخير والشر، لكن عليه أن يربي نفسه ويعودها على حب الخير، واجتناب الشر، وأن يكون مبادرا لفعل الخير، وأن يعطي نفسه أولوية لفعله لا أن يوكله لغيره.

أعرف شخصا يعمل في دائرة حكومية، يعمل رئيسا للتوظيف،جاءه أحد الفقراء وعنده إعاقة، محتاج إلى وظيفة، فقال له: لا توجد عندنا وظائف، فهذا الفقير ذهب إلى أحد الرجال أصحاب الوجاهة الاجتماعية، وقال له: ممكن أن تفعل خيرا وتكلم لي فلانا ليوفر لي وظيفة لأني محتاج وأعيل أسرة؟ فقال له: أبشر.

فحينما كلم هذا الرجل ذلك الشخص؛ لأنه يعرفه ومتصدرا للوجاهة، وظف ذلك الفقير، لماذا عندما جاءك هذا الفقير أرجعته ولم تخدمه، وحصلت على الأجر والثواب؟ لماذا حين كلمك ذاك الرجل الوجيه قمت بتوظيفه؟ وهكذا نحن في مجتمعاتنا نتصرف هكذا.

لماذا نفوت الفرص على أنفسنا، ما دمنا قادرين على فعل الخير، ونترك الفرص لغيرنا يقوم بها، ونخسر نحن الثواب والأجر،

اللهم اجعلنا ممن يفعلون الخير دون مقابل في رضا الله وفي سبيل الله إنه سميع مجيب.