بفضل من الله ونعمة، وبخير وبركة وتوفيق أقامت مجموعة (تطوع بلاحدود) للتنمية التطوعية و التابعة للمشرف الأستاذ علي الصعيليك ورشة عمل بعنوان ( العمل التطوعي عنوان لإعمار الأرض) في ليلة ملؤها القداسة والإزهار، ليلة ذكرى ميلاد الصديقة الطاهرة فاطمة الموافق ٢٠-٦-١٤٣٦هـ ليلة السبت، وذلك بالتعاون مع مركز الحي للتدريب ببلدة الجبيل،حيث أقيمت الورشة فيه ، وكانت باستضافة مدربة المدربين المدربة الأستاذة معصومة العبد الرضا وتقديم عضو مجموعة تطوع بلا حدود المسؤولة سكينة المعيلي.
ما ميّز هذه الورشة أنها مصداقا للعمل التطوعي فكانت مجانية رغم الإفادات الكثيرة التي احتوتها ورغم تشرّف المتدربات الحاضرات بنوال شهادة الحضور.
بداية انطلقت المدربة العبد الرضا بذكر قصة السيدة هاجر وابنها اسماعيل النبي باستعراض قصصي رائع التحم فيه الصوت بالحركة فسالت أودية اللهفة من أذهان الحاضرات لمعرفة ما ترمي إليه المُدربة في هذه القصة المعهودة ولكن أسلوبها الجميل في الطرح صيّر منها قصة جديدة!
أوضحت العبد الرضا أن (السعي) كان هو منبع الخير الذي تحصلته هاجر في واد غير ذي زرع وأن الماء زمَّ وتفجر من الأرض بعد أن نادت هاجر في شوطها السابع بيا الله بينما في الأشواط السابقة كانت تنادي بيا أيها الناس ولا مجيب!
وأن نسبة التسمية(زمزم) لذلك الماء الطاهر جاءت من تكرار لفظ (زم) عند لحظة الانبهار الأولى للسيدة هاجر.
ثم شرعت في ربط السعي بالتطوع وذكر تعريف التطوع بأنه عمل غير ربحي وغير وظيفي وغير مهني وأنه جهد نابع من إرادة ذاتية، وجهد قائم على خبرة ومهارة مكتسبة ذاتيا، وأنه تضحية بالمال والطاقة.
وركزت العبدالرضا على أنه ينبغي أن نعمل من أجل الله في المجتمع وليس العكس ، وبذلك يكون العمل لله أولا وآخرا ، كما وركزت على أنه ليس هناك شرط للإعداد العلمي المسبق للتطوع فكلٌ يعمل حسب معرفته وخبرته، وأن التطوع ركيزة أساسية للمشاركة والتعاون وأن يكون الجميع كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ثم تطرقت إلى من هو المتطوع؟
وذكرت بأنه الذي يتمتع بمهارة أو خبرة عالية لآداء واجب اجتماعي طواعية ويكون ذو خلق عال وقادر على العطاء والنضج الفكري، وكذلك لديه لياقة وقدرة على التصرف وحل المشكلات .
ثم تابعت الحديث حول دوافع المتطوع ومنها:
الوازع الديني وهو يلعب الدور الكبير، كذلك الإحساس بالمسؤولية، وإتاحة الفرصة للقدرة الكامنة في النمو.
ثم وصلت إلى آلية العمل التطوعي، وقالت بأنه نماء وانتماء وهذا يعني الحفاظ على القيم.
ثم شرعت بذكر الأمراض التي يكون العمل التطوعي علاجاً لها وهي : المشاعر السلبية وانعدام الثقة وعدم التواصل والضياع والبحث عن الهوية والفراغ القاتل والمشاكل والسلبية عموما والتبعية.
ثم عرّجت إلى مقاييس النجاح المنبثقة من العمل التطوعي وهي عبارة عن آثاره وضمنت التالي:
تطوير الذات من خلال زيادة الخبرة، وحب العمل التطوعي، ومساعدة الآخرين، وتكوين أصدقاء جدد، وقضاء وقت الفراغ بالتسلية والمشاركة بالأنشطة، وزيادة فرصة الحصول على شهادات خبرة، وحب الوطن، والفضول وحب التجربة، وأن يبقى الإنسان متحركا وفعّالاً على الدوام.
وأخيراً .. نوّهت بشكل سريع إلى دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة التطوع، وآخرا .. طرحت السؤال التالي على المتدربات وطلبت الإجابة على الورق لأخذها والسؤال هو:
س/ هل ما زال التطوع في يومنا هذا يُعبّر عن قيم أصيلة نؤمن بها ؟
وكان جوابي الشخصي/
ج/ نعم .. فمنشأ التطوع قيم أصيلة في نفوسنا منذ القدم متّشحة بالخير دائماً ، قيم منقادة لله عز وجل أولا ونفوس أصحابها راغبة في نوال رضاه .
ينبثق التطوع عادة من طبائع متجذرة في النفس تتوق لطلائع وثمار جليّة وراكزة في المجتمع بأبهى حلّة ، وبأطيب نكهة وصورة.
ومن هذه القيم التي نؤمن بأن التطوع يتّقد أواره منها هو :
(حب الخير وصنع المعروف) أينما مثّلت ساحته الاستعداد والقبول لهكذا عمل تطوعي.
وقد وردت روايات جمّة عن أهل بيت العصمة والطهارة حول فضل تقديم المعروف للأخوان سيما إن كان سعيا في حاجة الآخر من دون أن يطلب ذلك.
وأيضا نؤمن بقيمة (الانتماء) وأن الإنسان اجتماعي بطبعه يأنس مع بني جنسه ولا يمكنه بحال من الأحوال العيش منفردا ووحيدا ، هكذا يقول علماء النفس
وعليه تكون هذه ركيزة أخرى لنمو التطوع وازدهاره وتعدد مجالاته في مجتمعاتنا المتقدمة.
وأيضا عندما يقترن التطوع بإحدى الاحتياجات الإنسانية في هرم ماسلو
فسيبقى التطوع ديدن الإنسان ولن ينفك عنه أبدا سيّما إذا اقترن التطوع بقمّة الهرم ألا وهي/ الرغبة في تحقيق الذات ،والجنوح ناحية [إني عبدالله آتاني القدرة وجعلني متطوعا وجعلني مباركا أينما كنت].انتهى
في الختام أعربت المتدربات عن سرورهنّ بهذه الورشة الممتازة وهذا العطاء المستفيض فائدة وتكلمنّ عن سبب التحاقهن بهذه الورشة المباركة.
ثم توجهت الأخت سكينة بكلمة شكر أخيرة للأستاذة معصومة مع تقديم شهادة الشكر لها وتلتها شهادات الحضور للمتدربات والضيافة ثم المغادرة مع ترقّب الجديد.
التعليقات 3
3 pings
دمنهوري
2015-04-15 في 1:47 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيكم
رثاء
2015-04-15 في 1:48 ص[3] رابط التعليق
العمل التطوعي له اثر على البشريه
مشكوره
غير معروف
2015-04-15 في 1:50 ص[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافيه استاذه ندى