تقسيمة فرحٍ نتهاداها ، نحياها في ليلةٍ خَجِلَ الطهرُ من قداسة مولد زهراها.
ميلادك سيدتي .. كبسْق نخلة، كجذو نور، كهدْر موج تسايل من أُفق الأشمّ ، ومن جوديّ الرحمة ليغيث الشيعة من ذلك المصير .. الجَدَث
صَحَونا الفجر نرتل الطهر في محاريب الاقتداء ، وساورتنا أسئلة عن هدير مجدكِ المهيب ،
وكذا لِفافة الفخر .. عَزَونا إليها الدواء والطبيب وعما بدا لنا تُجيب وحدثتنا عنكِ الكثير :
عن فاطميتك .. ِ وما لها من صدى وتأثير، وقرب من الله العلي القدير.
عن عبادتك .. فلم يُرى لها مثيل لا في مريم أو آسية أو كل جيل.
عن أمومتك .. حيث استقى من ثغرك - الرسول - أمومة في عمر قصير، (فدتكِ نفسي يا أم أبيها)
يا من نسجتِ عِقد الإمامة بخيط نبوي رفيع!
وأبقيتِ ذكر الرسول في كوثر النسل الكثير.
في مولدكِ عيد وتباشير، وفي مولدك تتويج لكل أم، وتخصيص بالتكريم ، وتمييز مقترن بالتصفيق لعذب ظلها ووجودها .. إنها لنعمة كُبرى!
ايهِ يا أمي أيتها العصماء، ها قد أتى ميلاد الزهراء
وما فتئ لسانك يندي عشقاً لفاطمة ، ويستغيث بها في حلو الزمان ومرّه ، في سعة الحال وأحلكه ، في صحوكِ وفي مرضك.
يستحيل كل من حولكِ إلى (زهراء)، حضور مهيب تمنيتيه ، نداء عجيب استغثتِ به ، وصل غريب بينكما! لا زلت أذكر - بل وكيف أنسى - أنفاسكِ التي غدت مسبّحةً باسم فاطمة، منتخية بها، راجيةً كرامةً نوراء خضراء .
وأجدتِ فنّ الرُبى ، وربطتِ بيننا وبين الزهراء حتى وأنتِ على فراشك الأبيض تتوثبين وتتململين ، إلى أن أدركتكِ رحمة رب العالمين!
وما زالت ذواتنا غيرَ مدركةٍ للرحيل ، عالق في الأذهان حال المرض الأخير ، فيا الله شافها بالرحمة .. بالعفو والجنان.
وها نحن اليوم نولد من جديد
إقبلينا يا زهراء بين راحتيكِ أجِنّةً في مهد الاعتذار
فعِقد الولاء ينفرط تارة ً .. وتارة يضيع بين أروقة الحياة!
إقبلينا لفائف قلوب صادقة في الحب ، وغِضّي الطرف عمّا جنتهُ أيدينا ، وخذينا على مرافئ العمل والتطبيق سمك أنشوجةٍ صغير معذور.
وأعيدينا لحياة جديدة وسط البحور
وانظرينا صدَفَ محّار لا يجور
وحقا حقا سنكون الحور.