سارة فاضل الدليم، حائزة على المركز الأول في التصفيات الأولية للمنطقة الشرقية لجائزة (المواطنة المسؤولة) في دورتها الثانية لعام 2023، وهي إحدى الجوائز الاجتماعية المقدمة من جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز، محبة للعلم، طموحة وشغوفة به، تهوى الإقدام على المشاركات في العديد من مسابقات موهبة وما تطرحه وزارة التعليم للطلبة والطالبات، تحدثت لنا عن هذا الطموح وعن تلك المشاركات، بعد أن أجرينا معها لقاء صحفيا سألناها عدة أسئلة منها التعريف بنفسها ومنجزاتها وما تصبوا إليه فكانت كالتالي:
سارة عرفينا أكثر عن نفسك.
اسمي سارة فاضل طاهر الدليم، أبلغ من العمر ١٦ عاما، أدرس في مدرسة ثانوية الفضول في الصف الثاني ثانوي- مسار عام-.
أحلم دائما بتحقيق ذاتي وأن أكون شخصا مؤثرا في حياة الجميع وأن أبتكر شيئا يفيد المجتمع.
متى وكيف وجدت نفسك محبة للعلم وشغوفة به؟
وجدت نفسي طموحة جدا ومغامرة وأهوى الاكتشافات وأبحث عن موضوعات علوم الحاسب والهندسة، لذلك كنت أبحث كثيرا عن طرق تؤدي إلى استثمار أفكاري وتطبيقها على أرض الواقع، فأصبحت أشترك في جميع المسابقات التي أجدها وتجذب اهتمامي كالمسابقات الخاصة بموهبة.
ما المشاركات التي تقدمت لها؟ حدثينا عن منجزاتك فيها.
سبقت لي المشاركة في مسابقة الأفكار المبتكرة للمشاريع العلمية في مجال تحول القطاع الصحي- الصحة العامة والأمن الصحي للطرق والمرور-ففي كل مرة يراودني التفكير في البحث عن شيء تأتي في مخيلتي الحوادث المرورية وكيف من الممكن أن نحد من هذه المشكلة التي أصبحت خطرا كبيرا يهدد حياة الإنسان، فانشغل عقلي كثيرا في التفكير في تلك المشكلة وفكرت بأنني لماذا لا أبتكر ابتكارا يخفف الأضرار ويحمي حياة الإنسان ويقلل من الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية؟.
فأمضيت إلى حلمي واثقة بأنني يوما ما سأقوم بتحقيقه، اليوم أبذل للمنى... وغدا سترضيني القطوف.
بحثت كثيرا في مجال الصحة العامة والأمن الصحي للطرق والمرور ولاحظت أنه فعلا من أبرز المشكلات فيها أن كثيرا من الأشخاص فقدوا حياتهم نتيجة حوادث مرورية سواء كانوا المتسببين في الحادث أم المتلقين له، فهذا الأمر أصبح يراودني كثيرا ووجدت له حلا يقلل من تلك الإصابات والوفيات عند وقوع الحادث المروري، وذلك بوضع جهاز أمني داخل السيارات لمراقبة وحماية جميع السيارات بالمملكة وسيكون مرتبطا بخط الطوارئ ٩١١ ويوجد به نظام تحديد المواقع GPS مع احتوائه على مستشعرات، ففي حين وقوع أي مشكلة مرورية توصل إشعارا للطوارئ ليقوموا بسرعة الاستجابة والوصول لموقع الحادث والقدرة على إنقاذ الأرواح بشكل أسرع، وتحمي السيارة من السرقة أيضا فهو يحمي حياة الإنسان، وحظيت بالفوز بهذا الابتكار وحصلت على المركز التاسع على مستوى الأحساء والميدالية الذهبية.
كما سبق لي المشاركة في المعرض المحلي للأولمبياد الوطني للإبداع- موهبة- لعام ٢٠٢٣ في تقديم ابتكار ساعة إلكترونية تفيد الصم لمعرفة ما يدور حولهم، ولكن لم أحظى بالفوز والتأهيل للمعرض النهائي؛ وذلك لسبب عدم وجود مشرف للمشروع العلمي.
وأخيرا شاركت في مسابقة الأميرة صيته- رحمها الله- للمواطنة المسؤولة للتميز في العمل الاجتماعي؛ وذلك بهدف غرس وترسيخ وتعزيز قيم العمل الاجتماعي والإنساني والمسؤولية المجتمعية والتناغم مع مستهدفات الوطن وتوجهاته بمرحلتها الثانية.
كما أنني مشاركة حاليا في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي- موهبة ٢٠٢٤- ومؤهلة للمعرض المحلي فنحن أحياء وللحلم بقية، سأسعى جاهدة في همة، والله يعطي من يشاء إذا شكر، فلن أتوقف عند هذا الابتكار المنجز وسأسعى بكل تفاؤل ونشاط لأنال أعلى المراتب -بإذن الله- سأقوم برفع رأس والدتي ووالدي وجميع أحبتي بإنجازاتي، فهم الداعم الأول والحقيقي لي، ممتنة لهم كثيرا.
ماذا حققت لك تلك المشاركات؟
لقد زادتني تلك المشاركات في الحياة الدراسية ثقة بالنفس والتحدث بطلاقة وإنشاء أفكار مبتكرة ومميزة وغير اعتيادية في تقديم الدروس التفاعلية والمداخلات العلمية في أثناء الحصص، كما أنني أنجزت ٤٠ ساعة تطوعية من خلال المجالات العلمية والتقنية والتعليمية والإعلامية والثقافية، وأصبحت فتاة طموحة جدا وأسعى للتقدم والنجاح والمشاركة في كل ما يزيد من محصولي العلمي والدراسي حتى لو لم أحظ بالفوز فشرف المحاولة يكفي وسأتعلم من تلك المشاركة أكثر فأكثر ففي الحالتين أنا المستفيدة حتى لو لم أكن الفائزة.
وعن النصائح التي تود أن تقدمها لزميلاتها في نفس مرحلتها العمرية تحدثت "الدليم" قائلة:
أنصح الجميع بالإقدام على مثل هذه المسابقات؛ لأنها ستعود بالفائدة على الفرد والمجتمع والدولة بأكملها ومن الممكن أن توصلها للعالمية أيضا، وستتعلم منها تجارب عدة وستزداد الثقة بالنفس وتقوية العلاقات الاجتماعية وتقوية العلاقة مع الله فعندما نشارك بمسابقة أو نقبل على أمر فإننا نكثف الدعوات لله -سبحانه وتعالى- فهو المدبر القدير ونلح عليه بالدعاء ونظهر افتقارنا واحتياجنا لله -عز وجل-.
وما أهدافك وطموحاتك المستقبلية؟
في الحقيقة أهدافي متعددة وكثيرة ولكل فترة تأتي أهدافا أكثر فأكثر فأنا إنسانة طموحة.
ولكن هدفي لهذه السنة هو أن أصبح مبتكرة وأن يتم تنفيذ فكرة اختراعي على أرض الواقع وأن يستفيد العالم أجمع منها، وأن أصبح كاتبة، وأن أترك أثرا طيبا في نفوس الجميع، وأن تبقى بصمتي الإيجابية في قلوب الجميع، كما أن هدفي الأساسي هو أن لا أضيع تعب والدي بي وأن أكمل أحلامي وطموحاتي وأحقق مبتغاهم وأجعلهم أسعد والدين بالحياة، وأن أتمسك بأحلامي مهما جرى، وأتمنى أن التوفيق يلازم خطاي، وأتمنى للجميع التوفيق والسداد وتحقيق الطموحات.
وأما طموحي المستقبلي هو إصدار كتاب باسمي وأن جميع ابتكاراتي تتجسد على أرض الواقع، وأن أتخرج من الثانوية بمعدل مرتفع جدا وأقبل في تخصص أحلامي.
سارة واحدة من العشرات من أبناء وبنات الوطن الطموحين والشغوفين بالابتكار والبحث العلمي ونفع المجتمع فيما يسعون إلية من نشر لمثل هذه العلوم، وقد زخرت مملكتنا الحبيبة بالعديد من الثروات العلمية بين أبنائنا الطلبة وبناتنا الطالبات، كما حصدت في مشاركاتها وفعالياتها الكثير من الجوائز المقدمة على المستوى المحلي والخليجي والعالمي، فلا شيء يقف أمام باب العلم المفتوح على مصراعيه.