سألت نفسي يوما ماذا لو انقلبت الطاولة وأصبحت مقلوبة فماذا تصنع ؟
نقصد بالطاولة المقلوبة هنا ،الوضعية التي أنت عليها سابقا أو من المفترض أن تكون عليها حاليا وانقلابها تراجعك أو إرجاعك إلى أسفلها بقصد أو دون قصد.
وللتوضيح نذكر بعض الأمثلة:
كهربائي يفترض أن يكون فوق الطاولة وقريبا لها ولكن أصبح تحتها بسبب استقصائه .
طبيب ، خطيب ، شاعر ، رادود ، طالب علم ، بقال وغيرهم كثير..
يفترض أن يكونوا فوق الطاولة وقريبون لها ولكن أصبحوا تحتها بسبب استقصائهم.
رئيس ، مدير ، عضو إداري فعال ، عضو ناشط ، يفترض أن يكونوا فوق الطاولة وقريبون لها ولكن أصبحوا تحتها بسبب استقصائهم .
إني أتساءل هل هذا اعوجاج حتى نطلق عليه (مرض اجتماعي متفاقم)؟ .
أو هو تطور من نوع خاص يواكب الزمن الذي نحن فيه ولكننا لم ندركه بعد؟!.
بعد الإمعان والتدقيق وجدت أن الجواب يكمن لا في هذا ولا في ذاك وإنما أمر بين أمرين، أي العيش بالوسطية والاعتدال .
فمدير الشركة لا يمكنه الاستغناء عن خبرائه ووضع الجديد مباشرة، بل يضعهما معا لكي تسير أمور شركته .
وكذا الحال في جميع الأمثلة السابقة كطالب العلم أو خطيب المنبر أو الشاعر أو غيرهم. مثلا فإن العقل يشير إلى أنه لا بد من وجودهم في ساحة العمل ولا مانع من وجود غيرهم معهم، وذلك بالتنسيق بينهم فإنه لا يمكن الاستغناء عن الحالي لأنه الركيزة ، ولا يمكن ترك الآخر لأنه مطلب شعبي وثقافي واجتماعي .
الإنسان مجبول على التغيير وهذا نوع من انواع التغيير .
والخطورة تكمن في:
أن تستقصي الذي فوق الطاولة وقريبا منك ، وتستبدله تماما بآخر من دون الترجيح بينهما والاعتدال.
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
2023-11-04 في 8:25 م[3] رابط التعليق
الخطورة تكمن في:
أن تستقصي الذي فوق الطاولة وقريبا منك ، وتستبدله تماما بآخر من دون الترجيح بينهما والاعتدال.