.
يبدو أن من أهم مسببات القوى الرئيسية لأي جهة أو منظومة أو مؤسسة اجتماعية أو رياضية أو غير ذلك ، هو اشتراك وتضامن ووحدة أطراف قِواها المتباينة باتحاد كما يقال لدى السياسيين " كونفدرالي " .
وهذه الكونفدرالية في الرياضة وعلى وجه التحديد في عالم كرة القدم إن جاز التشبيه تسمّى " منتخب " .
كرة القدم في بلدة المنيزلة بقت سنوات طويلة لم تستطع التقدم على مستوى الإنجازات الكُروية أحسائيًا حالها كحال أغلب فرق حواري القرى الأخرى بمحافظة الأحساء ؛ لأسباب ربما نراها ملائمة حسب وجهة نظرنا ، وأهمها ضعف الإمكانيات التكنيكية والتكتيكية لللاعبين والمتسطرين للتدريب المحليين وشتات وحدتهم في الوقت الذي وجب عليهم الاتحاد لطالما عناصر القوة لديهم ضعيفة حينما تأزرت .
إذن ، من المهم والضروري أن تجد هذه الفرق لشتاتها حلول لتحقيق الإنجازات وليس لها من سبيل غير تكوين منتخب كالخطوة المباركة التي جنح لها بعض الرياضيين مؤخرًا حينما كوّنوا لجنة بشكل مداهم ومفاجئ ومنها خُلق ذاك المنتخب المأمول .
لكن مع أن هذا المنتخب المنيزلوي لم يخطط له كفايةً ولم يُعنى المطلوب من ورائه بقدرٍ من التمحيص كما لا نعتقد بأن القائمين عليه درسوا كل جوانبه وتبعاته وحاضره ومستقبله ونتائجه للشكل الفجائي والمتسارع الذي ظهر من خلاله ، فهو بمثابة خطوة تجريبية من ضمن حزمة تجارب صالحة وغير صالحة يمارس تطبيقها وتفعيلها الشباب الرياضي الحالي بطريقة استطرادية حماسية عاطفية فقط ، إلا أن وجوده أحد الحتوم الفاعلة .
ولطالما أن هذا الأمل المأمول وهو ( الوحدة ) رُسّخ وطبق ووصلت مضامينه إلى اختيار عناصر ومدربين وأفراد ومباريات تجريبية ، فعلينا كمجتمع رياضي أن لا نمُجّه ونعمل معه ونباركه ونضع له أُسس الاستمرار رغم صعوبة تركيزها وتثبيت قواعدها .
أي نعم توجد نفوس مشحونة ضد الآخر وليست كما تبدو في ظاهرها حسب الحالة التنافسية التي ارتسمت بها منافستنا الكروية بالمنيزلة ، لكن في حقيقة هذه الخطوة تعتبر الحاجة لها ماسة وبغية الضلوع في التصنيف الخارجي الإنجازي عبرها مطلوب ومُلح .
والذي ما يحتم الانتباه إليه أثناء هذه الاتفاقية المتحدة هو وجود حلول استباقية لتسرب اللاعبين الذين لن يجدوا الفرصة مع الإطلالة على كيفية المحافظة عليهم وإقناعهم بالاستمرار وعدم الضعف والهروب لمجرد عدم القدرة على إثبات الجدارة والأحقية. كما أن من الضروريات والنُكات المهمة والتي لازمة الاعتبار هي التجربة الأولى والسابقة للمنتخب أو للاتحاد الذي حدث قبل سنين بين فرق البلد وباءت تلك التجربة بالفشل رغم بدايتها الجيدة ووضع تصور واضح لأسباب فشلها ومايجب التنحي عنه وتوخيه لعدم تكرار ذلك الفشل مرة أخرى في المنتخب والاتحاد الحالي .
وهناك عدة رؤى وحلول دون العاطفة لاستمرار المنتخب كما نرى ، ومنها : وجود أشخاص في قيادة هذا المنتخب يجب أن تكون مُختارة بعناية من حيث الفكر والاعتدال والعقلانية ومنزوعة التعصب والانحياز والعاطفية والتطرف في الآراء وتتّسم بعدم اليأس وهيمانة في الصبر ولديها كما يقولون ( چبد بعير ) ، هذا في الجانب الإداري ، وأما جانب العناصر واللاعبين والكفاءات التي ستنزل لمعركة المقارعة الخارجية موحدة فيجب أن تكون حاملة لذات الصفات المطلوبة في الإداريين وأكثر من ذلك ، مع تطبيق الخطط داخل الملعب ببالغ التقنية والإصرار وتوحيد القلوب ليصبح اسمها منيزلوية حقة ذات حِفاظ دؤوب على تلك الماهية والقوة الموحّدة لو حصلت ؛ لنُبرز عَلمًا منيزلويًا مرفرفًا شامخًا بالإنجازات والقوى اللامتناهية في اتحادها وسمعتها وصيتها بين بقية الفرق الأخرى المجاورة والمبرز والهفوف .
.