الفتيات اليوم بحاجة في طريق التكامل وإثبات الوجود وتكوين معالم الشخصية، إلى النظر التأملي في شخصية حوت كل صفات القوة في المنطق والموقف، إنها الحوراء زينب (ع) التي قادت الحركة الإعلامية مع الإمام السجاد (ع) لبيان الحقائق والأهداف التي عمل من أجلها السبط الشهيد (ع) لتغيير وضع الأمة المكبلة إرادة أكثر أفراده بأغلال حب الدنيا من جهة، ولبيان الجرائم الفظيعة التي ارتكبها جيش الأعداء والانتهاكات التي أقدموا عليها من تمثيل بالأجساد وسبي النساء وغيرها مما يندى له جبين الإنسانية والتاريخ المنصف، وقد كانت الخطة المعدة سلفا هي طمس معالم أحداث كربلاء وجريمة قتل الإمام الحسين (ع) خوفا من نقمة وغضب الناس، فإن عامة الناس وإن تخاذلوا عن نصرة الإمام الحسين (ع)، ولكن هذا لا يعني أنهم في عقولهم ووجدانهم لا يحملون الصورة الجميلة والمقام الرفيع لابن رسول الله (ص)، وقد أذكى الصوت الزينبي حماسة الناس وتململهم من الطغيان والفساد الذي وصل غاياته ونهاياته بقتل السبط المظلوم (ع)، في جريمة مدانة بكل المقاييس عند الناس على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم، وخصوصا أن الصورة قد اتضحت حول مجريات الجريمة المروعة في كربلاء وما بعدها بفضل الصوت الزينبي الهادر.
لقد ذكرت الناس بصوت أبيها أمير المؤمنين (ع) وشجاعته وبليغ منطقه، وقد وقفت في وجه فرعون زمانها مجلجلة بصوت الحق في خطبة تستحق الكثير من الدراسة والتأمل واستيعاب المضامين التي حوتها، فما بعد خطابها ليس كما قبله؛ لأنها أحدثت ثورة عاطفية مع واقعة الطف ولفتت الأنظار إليها.
قراءتنا لسيرة ومواقف العقيلة زينب (ع) والتي واجهت المواقف الصعبة بكل اقتدار وجدارة هي منهاج تأس، فقد واجهت المحن في طريق التمسك بالعدالة بما أظهر تلك الاستعدادات والمؤهلات التي تمتلكها وتحويها بين جوانحها وتجلت على شكل مواقف يقف لها التاريخ البشري موقف إجلال وإكبار، هذا التأمل والتدبر إنما هو لاستلهام الدروس والعبر والسير على خطاها ومنهجها في مواجهة الصعاب والتحديات في حياتنا، دون أن نصاب بالإحباط واليأس لمجرد مواجهة مشكلة أو سقوط في خطأ معين، فالحياة لم تفرش بالورود والألوان الزاهية الجذابة بل هي معترك يثبت فيه الإنسان وجوده من خلال مواقفه وتصرفاته، وخير معين له في طريق إثبات الوجود والتحلي بالثبات والاقتدار هو سيرة العظماء ممن واجهوا مواقف صعبة أبرزت معادنهم الثمينة.
لقد كانت حركة الإمام الحسين (ع) بحاجة إلى لسان إعلامي بليغ يفصح عن تلك الأهداف السامية التي تحرك من أجلها ومواجهة أي محاولة لتزييف الحقائق والأحداث، فجهاد اللسان والمنطق لا يقل في شأنه ودوره وتأثيره الذي مارسته الحوراء (ع) لا يقل عن دور أخيها الحسين (ع) البطولي لنشر العدالة والفضيلة وتنزيه النفوس من الرذائل.
فمن أهم الدروس في النهج الزينبي هو الاهتمام بالقاعدة الفكرية وتوظيف مهارات التحدث والتخاطب والحوار لتكون سلاحا ماضيا في إجلاء وإبراز الحقائق، فالقيم الإنسانية النبيلة بحاجة إلى منطق حكيم ووازن وهادئ يسفر عن صورة واضحة تخاطب العقول وتفحم المضللين والمشككين.
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-04-25 تأخير إيداع دعم حساب المواطن ليوم واحد
- 2025-04-25 فتح باب التسجيل بمدرسة المعتصم بالله الإبتدائية للتعليم المستمر للعام الدراسي الجديد 1447هـ
- 2025-04-25 “الأرصاد”: توقعات بأمطار على 8 مناطق
- 2025-04-25 وقاء ترصد انتشار حشرات في مواقع متفرقة بالسعودية: خنافس لا ضرر منها
- 2025-04-24 ظهور هالة شمسية جوية عملاقة في سماء الجنوب السعودي
- 2025-04-24 ”إنستقرام“ تطلق تطبيق ”Edits“ المستقل لتحرير الفيديو
- 2025-04-24 “الكنة” تبدأ الثلاثاء المقبل وتعلن بداية التحوّل نحو حرارة الصيف الشديدة
- 2025-04-24 الملك سلمان يوافق على منح ميدالية الاستحقاق لـ 102 مواطن ومقيم لتبرعهم بالدم 50 مرة
- 2025-04-24 مركز إكرام الموتى بالمنيزلة يطلق مبادرة تطوعية لتنظيف مرافقه
- 2025-04-24 الحاج «علي جواد الأحمد» في ذمة الله
السيد فاضل علوي آل درويش
الحوراء زينب (ع) ذلك الصوت المجلجل
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/87638.html