إن في السفر بشكل عام سبع فوائد كما يقال في الأمثال الشعبية العامية ولو عددنا هذه الفوائد لوجدناها ربما تتعدى هذا العدد ففي السفر المتعة والترفيه والتعرف على الشعوب الأخرى وحضاراتهم وتعلم اللغات وشتى المعارف ومداولة التجارة وللعلاج واكتساب الخبرات وتداول الأفكار وغيرها من فوائد جمة وهذا مالا يختلف عليه الناس بشرائح المجتمع المتعددة
وفي السفر غربة وهذه من أسوأ سلبيات السفر عن الوطن ، إذ يجد الشخص نفسه بعيدًا عن أهله وأصدقائه وبعيدًا عن الذكريات والأرض التي اعتاد عليها ، وكثير من الأمور. فتوصف هذه الحالة ( بالغربة ) مهما كان لوطن الإنسان من سمات وخصائص يبقى هو الوطن الذي يحُن إليه ويتوق إليه دائما وقد عبر الكثير من الشعراء بأبيات عديدة عن الوطن وحبه فها هو الشاعر أبو فراس الحمداني يقول ( دياري وإن جارت علي عزيزة ، وقومي وإن شحوا علي كرام )
فلابد لكل مسافر أو مهاجر من حنين يعود ويسافر به إلى وطنه الأم ولا عجب أن أسميى ذلك بالفطرة ، أما أن يكون السفر إلى الذات ! حيث لا غربة ولا ألم فراق فقد يعد الموضوع من الغرابة ما يدعو إلى التأمل قليلاً .
في كل يوم من أيامنا نعيش التكرار في أفعالنا فها نحن نجلس في وقت معين في الصباح لنذهب إلى نفس الوجهة دائماً إما العمل أو المدرسة لمن يخرجون خارج المنزل أو إلى ذات الوجهة نفسها لمن لا يخرجون خارج المنزل كالأمهات مثلاً فمن تراقب نفسها تجد أنها تقوم يومياً بنفس الأعمال وتتجه إلى نفس الاتجاهات ، أجبرها على ذلك هي وغيرها الروتين اليومي الذي نعيشه. ولو توقف هذا الانسان قليلاً عن خط سيره اليومي وغير وجهته لوجد في ذلك اليوم اختلافًا يدعو إلى التأمل حتى أنه يعتبر ذلك اليوم مختلفاً ويظل يحكي عنه طويلاً. كل ذلك يقودنا إلى حقيقة الاختلاف الذي سنلمسه لو سافرنا إلى ذاتنا قليلاً ولو مرة واحدة في الشهر .