أبواب محلاته تسمى (كبنك) وتتألف من ثلاث قطع، قطعتان يجلس عليها صاحب الدكان، ويضع فيها (القفة) المصنوعة من جريد النخل، والتي يحفظ فيها الأرز والقهوة، والقطعة الثالثة ترفع إلى أعلى وتعقد بخشبة في الحائط، تفاصيل في التكوين لا يحظى بها كل سوق شعبي في كثير من الدول الخليجية أو العربية، وعراقة في التاريخ تشهد عليها بصمات صُناعها عبر السنين.
يعد سوق قيصرية بالأحساء من الأسواق العريقة في المنطقة الشرقية ومن المواقع الأثرية والتاريخية التي يعود تأسيسها إلى آلاف السنين بقيت معالمه إلى يوما هذا، طرأ عليه التجديد والتعديل، ولكنه ما زال يحظى بشعبية تجسد عراقة وقيم أهل المنطقة "الأحساء"
يقع سوق القيصرية في حي الرفعة بمدينة الهفوف وقد بني عام 1822 م 1238 هـ، وهذا ما يسود على صفحات التأريخ إلا أن أناس كثيرة من بين أهالي الأحساء يذكرون أنه توجد وثائق عديدة توثق أن سوق القيصرية يعود إلى 600 سنة مضت، ويضم هذا المعلم 422 محلا، على مساحة 7000 متر مربع، مزينة بالأقواس والزخارف المعمارية التي تحكي عن عراقة تاريخ المنطقة الشرقية عامة والأحساء بصفة خاصة.
وقد تعرض السوق إلى إزالة وإتلاف بالكامل بسبب حريق عام 2001، وتم بنائه بسرعة قياسية ليرى النور من جديد وتزدهر فيه حركة البيع والشراء وتقام على أرضه الفعاليات الكثيرة كما كان في السابق، وهذا ما أثبت أهميته التاريخية والثقافية.
له رواد مميزين يبحثون دائما عن الأصالة والعراقة، تتوزع على ممراته الضيقة والتراثية محلات بيع على هيئة دكاكين صغيرة وأكشاك منظمة تعرض أفضل البضائع الشعبية كمحلات بيع البشوت والعطور والأحذية الشعبية والأثاث ومنتجات النخيل العديدة والملابس التراثية والبهارات بجميع أنواعها وغيرها، كما يمتاز بوجود شارع للحدادين يضم دكاكين كثيرة لحرف متنوعة كصناعة السكاكين والمناجل والفؤوس. وتوجد به محلات صغيرة يُصلَح فيها كل شيء من المكانس الكهربائية إلى الساعات ومكبرات الصوت وغيرها من أجهزة إلكترونية عديدة، إضافة إلى تميزه بوجود خدمات تتضمن فندق وشقق سكنية ومحلات صرافة، كما يعرض فيه ثياب مخاطه يدويًا، وأدوات العطارة، والأدوية الشعبية والتُراثية القديمة.
كما يتميز السوق بأسقف خشبية عالية تقي من حرارة الشمس وبه نظام تهوية تقليدي يبرد المكان طبيعيا، وقد أدرجت منظمة اليونسكو سوق القيصرية ضمن قائمة التراث العالمي عام 2018 ليصبح موقع تراثي عالمي يفتخر به كل أبناء المنطقة والمملكة العربية السعودية.
يفتح السوق أبوابه كل يوم من الساعة 3 عصرا حتى 1 صباحا، حيث يعيش كل زواره حالة من عبق الماضي وأصالته ممزوجا بواقع الحاضر وجماله.