نسمع بين الحين والآخر قصصا لمتقاعدين تنم في ثناياها عن القلق الذي انتاب وينتاب البعض من المتقاعدين أو المقدمين على التقاعد المبكر نتيجة لتضخم الأسعار وتغير أنظمة سوق العمل وكثرة سوداوية المحللين الإخباريين وقلة مصادر التحقق من الأخبار التضليلية و وارتفاع فاتورة التأمين الصحي .
ومن ضمن تلك التساؤلات التي تدور في أذهان البعض من المتقاعدين ، وقد لا يجيد البعض صياغتها بنفسه إلا أننا نحاول أن نستقرئها ونصيغها كأن تكون بلسان أصحابها :
١- يقول بعضهم : أنا عمري ٥٥ سنة وخدمتي ما يقارب ٣٠ سنة ولدي طفلان وزوجة ولدي محفظة ادخار ولا أملك منزلا بعد ، أفكر في التقديم على التقاعد المبكر بسبب تصاعد ضغوط العمل وزيادة منسوب التلوث في داخل بيئة العمل إلا أنني قلق على سرعة تواكل المدخرات ومستقبل الأبناء ، وهذا أمر يؤرقني ويسلب النوم من عيناي ،فما هو السبيل ؟!
٢- ولسان حال آخر : بعد التقاعد بعدة سنوات اضطررت للالتحاق بسوق العمل من جديد في خدمة توصيل أوبر وخدمة توصيل طلبات المطاعم هينجرستيشن لسد فجوة تكاليف المعيشة المتقلبة الأسعار ، بإضافة ما يرد من مال من التأمينات والعمل في سوق التوصيل يكون لدي مبلغ يحفظ لي الكرامة ماليا . السؤال : إذا كان لدي أقساط رهن عقاري للمنزل فهل أدرجها أولوية أولى أم أعاملها معاملة الديون العادية؟
٣- و يقول آخر : لمن لديهم اطلاع على اتجاه مؤشرات أسعار المواد الاستهلاكية الغذائية الأساسية ، لطفا الإفادة بالإجابة عن السؤال التالي : كم يحتاج المتقاعد أن يحرز من التدفق المالي الشهري ليكون في وضع مالي ونفسي سليم مائة بالمائة دون الحاجة للرجوع مرة أخرى لسوق العمل ؟
٤- و يقول آخر : اضطررت للرجوع لسوق العمل بعد التقاعد المبكر لوجود فجوة مالية في تغطية تكاليف المعيشة المتصاعد والراتب التقاعدي آنذاك ، إلا أن الراتب الجديد أقل من الراتب الذي تم حساب التقاعد في التأمينات على أساسه ، فهل يستحق الأمر أن أعيد استثمار عدة سنوات على أمل الزيادة في الراتب وتعديل مستوى متوسط راتب التقاعد بعد عدة سنوات من الالتحاق بالعمل مجددا للظفر بمرتب تقاعدي أفضل مما كان ؟!
هكذا أسئلة وأسئلة أخرى متعددة تحتاج من يجيب على أصحابها بأجوبة رصينة وعلمية وموضوعية من أهل المال والأعمال ؟
معظم الديوانيات الرقمية مغرقة في أحاديث وسواليف تتعلق بآخر مقاطع فيديو وفضائح واشتباكات وملاسنات نجوم السوشل ميديا والطرب والتمثيل . وكم هو أجمل أن يستثمر الجميع جزءً من موارده المادية كأجهزة وخدمة انترنت وديوانيات افتراضية وواقعية وخبرات أكاديمية في استنطاق حلول لتحديات كبرى تواجه فئات اجتماعية متعددة، من الجيد تفعيل الاستضافات للمتخصصين في كل شأن للمعالجة عبر تطبيق زووم واستنطاق الحلول الفاعلة ، في عالم المال والأعمال ، أضحى واضحا بأن معظم استقرار المجتمعات يقوم على أضلاع محددة والكرامة المالية ركيزة أساسية لذلك الاستقرار .