يصف الأمان النفسي الحالة التي تجعل الطرف الذي تتحدث معه يشعر بالطمأنينة والراحة، بالأخص عندما تتكلم مع الطرف الثاني الذي تعرض لأي مشكلة سواء كانت عائلية أو اجتماعية أو شخصية وغيرها من المشاكل الأخرى التي تزعزع الأمان لدى الشخص الذي يخاف من الحوار والنقاش في أي موضوع يخلق له ربكة وقلقا.

غالبا فئة من الشباب والأبناء والأفراد في العصر الحالي لديهم توترات تجاه النقد والانتقاد الصادر من الآخرين، لأن هذه الفئة تخاف من معالجة النقائص والصفات والعادات السيئة التي لديها ،بل لديها شك زائد تجاه الناس في الحياة الاجتماعية بسبب كثرة التستر على المشاكل والعيوب، دون طلب الاستشارة من المرشدين أو المربيين أو المسؤولين في المجتمع.

ولا ننسى أن هناك مجتمعات أو أفراد يخلقون لمن حولهم توترا بسبب استخدام أسلوب التعنيف والترهيب، وبهذا يصبح الطرف الثاني معرض للضغوطات نفسية نتيجة ضعف التفاهم والتواصل بين طبقة محددة وأخرى مهوسة بالأذى المعنوي وكثرة الحقد والحسد والغيبة والنميمة والشك في آراء الآخرين.

والبيئة الاجتماعية التي لا يوجد فيها أي ذرة من الأمان تصبح متفككة وتنتشر فيها الجرائم والخصومات والخلافات إلى أن يصبح ذلك المجتمع مبتعدا عن العمل الجماعي والتعاوني الذي يساهم في حل المشاكل بمختلف الأشكال.

وما هو أخطر من ذلك عندما تكون هناك عصابة وجماعة مخيفة في مجتمع محدد تعمل على تدمير حالة الأمان النفسي لدى أي طبقة تعترض طريقها في الحوار والنقاش، ولأن هذه المنظمات الإجرامية الخطيرة لديها أفكارا وسلوكيات متطرفة.

وتربط هذه الجماعة المخيفة مصالح مشتركة تصب في تعزيز الإقصاء وتعزيز خطاب الكراهية والعنف على نطاق واسع تجاه من يعترض طريقهم بصورة عامة على مستوى الثقافات أو التصرفات أو الحركات العدائية والمريضة التي تدمر حالة الأمان النفسي.

- من آثار قلة الأمان النفسي في الفرد والمجتمع:

1- ضعف التعاون والعمل الجماعي.

2- تصبح كل بيئة في المجتمع معرضة للظلم والاضطهاد المبني المعاملة والتدابير العنيفة.

3- العصبية والانفعالات الشديدة عند التعرض للنقد أو الانتقاد.

4- تستر كل فرد أو مجتمع على المشاكل والأخطاء والعيوب التي يعاني منها، وكل ذلك بسبب الخوف الزائد من تحمل المسؤوليات والصعوبات.

- من الحلول المحددة التي تعزز الأمان النفسي والتواصل هي:

1- تقريب العلاقات والمصالح المشتركة بين الناس، من خلال وجود فرد مسؤول عن جعل كل طرف يتفاهم مع الآخر دون وضع حواجز الكراهية والعصبية.

2-إصلاح ذات البين بين الآخرين والمقصود بذلك عندما تحصل أي مشكلة في مجتمع محدد يجب أن يكون هناك أشخاص متطوعين ومسؤولين عن ما يسبب زعزعة للأمان.

3- إعطاء كل طرف الحق في التعبير عن رأي يريد أن يطرحه في كل مجتمع يعاني من مشاكل وقلة الأمان، دون الميل للتعصب.

4- تعزيز المشاركة والمواساة التي تبين الوقوف مع الآخرين في لحظة الشدائد، وهذا الأمر يجعل مختلف الأطراف تشعر بالأمان عندما يرون شخصا يساندهم في الظروف الصعبة.