حسب رأي المحللين والأطباء النفسيين ظاهرة سوء الفهم هي عدم القدرة على التواصل وفشل فهم المغزى الفعلي من الرسالة أو الحديث أو الرد بين طرفين وهي حالة عادية تحدث في معترك الحياة الاجتماعية العادية ويتفاقم شرها وتستفحل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث نفتقر لملامح الوجه التي تعكس درجة الارتياح والعكس، رغم تعاملنا بلغة الصراحة الممزوجة بنكهة الحكمة إلا أن الحروف هي سيدة الموقف والسلطة الطاغية على هذه المواقع ..
سوء الفهم يولد من رحم خلفيات ومفاهيم سابقة تحاكي سوء نية أو سوء ظن وفي جميع الحالات تتسبب هذه الآفة الشريرة في ضعف روابط العلاقات مما يزيد من تفكك المجتمع وزرع الأحقاد في النفوس وعليه يجب سرعة احتوائها على طاولة حوار تطرح فيه الحقيقة كاملة بكل صورها بشفافية لقطع دابر الشر من جذوره ..
نحن بشر والبشر خطاءون وحينما يدلي الليل عتمته الحالكة تستفيق الذاكرة ويبدأ حوار النفس كشريط يستعرض ما جرى علينا من أحداث في مختلف جوانب الحياة سواء كانت ممتعة أو متعبة وتليه محاسبة النفس وهذا أمر عادي لدى أصحاب الضمائر الحية والنفوس الأبية ..
تحتل الأخطاء البشرية النسبة العليا في أزمات سوء الفهم وعليه يجب أن نؤمن بأنها حالة عادية تحدث لاختلاف الثقافات والأفكار وتفسير البعض للرسائل والردود بصورة مختلفة وبذلك يفشل في استيعاب المعلومة الفعلية كما هي ومن ثم التصرف بأرضية فهمه المغلوط مما يؤدي لانفجار أزمة سوء الفهم وتوتر العلاقات ..
عامل الزمن وسرعة الجاهزية وإمكانية الوصول للطرف الآخر في أزمة سوء الفهم مهمة جدا وكلما كان الشخص ذا قدرة على التعامل المباشر مع الطرف الآخر – لإشاعة الطمأنينة وانعكاس الثقة بالقدر الكافي مع الحدث – كانت السيطرة واحتواء الأزمة أسهل للخروج بأقل الخسائر ..
اختيار الوقت المناسب وطرح الحقيقة كاملة بكل شفافية وهدوء وصبر ونية حسنة أمور تُجنَى ثمارها في أزمات سوء الفهم وتساعد جميع الأطراف لتجاوز الأزمة وتقديم التنازلات لحلها أو على أقل تقدير التخفيف من حدتها وآثارها ..