يعرف الأسيد بالمادة التي تسبب حروقا جلدية بالأخص عند التعرض لهذه المادة التي تتضمن حمض الهيدروفلوريك، وهو السائل الذي يكون منعدما في جانب اللون، إضافة إلى ذلك يتبخر عن لحظة التعرض للهواء وهو حمض له سمة ينتج عنها التآكل والإتلاف، ويمكن أن يسبب الأسيد الحروق الجسدية الخطيرة والتشوهات والعمى عند الرش على الوجه.
هذه المادة تدخل في صناعات محدودة وهي: صناعة الأسمدة الفوسفاتية، والمنظفات كالصابون، وبطاريات السيارة، والبلاستيك، والمفرقعات، ولكن في ناحية أخرى هناك من يستخدم هذه المادة في ممارسات إجرامية تدمي القلوب لدرجة يصل هؤلاء المتعدين على حقوق الآخرين والمتهورين والطائشين إلى الاعتداء على فئات عمرية صغيرة.
وشهدنا في التاريخ والسنوات السابقة جرائم متعددة في المجتمعات والبلدان والعالم في مجال الاستخدام الخاطئ لمادة الأسيد المسببة للإصابات والحروقات الخطيرة التي تسبب حالة وفاة في دقائق معدودة، ومن الضحايا التي تتعرض لهذه الاعتداءات هي فئة الشباب أو الرجال والنساء (الكبار في السن) أو الفتيات أو المراهقين، وغيرها من الفئات الأخرى وقعت ضحية لأصحاب الضمائر المستذئبة والمتوحشة.
وهنا يأتي دور الأسرة والمجتمع والشباب في مجال التوعية والتحذير من الاتصاف بالتصرفات المتهورة والطائشة التي تحصل في لحظات بسيطة بسبب الاستهتار والغفلة وعدم اهتمام الأهل بالأوضاع والمشاكل النفسية الخاصة بالأبناء التي تخلق لديهم انفعالات عصبية تؤدي بهم للتعدي على حقوق الناس دون وجود وازع ديني يجعل الإنسان يخاف فيتراجع عن التفكير في الاعتداء.
تخيل في بالك مربيان يبادران بالتعب في الاهتمام وتربية ذلك الابن الشاب ذو الملامح الجميلة والبريئة أو تلك الابنة الشابة ذات الملامح البريئة لعدة سنوات طويلة، وبعد ذلك تتفاجأ بشخص ضائع وعديم الإنسانية يقوم بالتوجه نحو تدمير تلك الملامح المشرقة، وذلك من خلال ممارسة أساليب وحشية ناشئة عن ضعف في الوازع الديني.
نأمل في هذه السنة (2023) أن لا تحصل وتكثر مثل هذه الاعتداءات التي تدمي القلوب، ويتحقق ذلك بتكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية التي تهدف لتعزيز الأمان واستخدام أسلوب التنبيه تجاه هذا الجيل قبل وقوع الفأس في الرأس، إضافة إلى ذلك أن للأهل دور في تهذيب الأولاد الطائشين والضائعين الذين يسببون ذعرا وخوفا في الرأي العام.
.
تاريخ نشر المقال: 29-1-2023