هل عمل المرأة السعودية في بعض المهن الحساسة مرفوض في المجتمع أم أصبح مألوفا مع التطور الذي تشهده المنطقة والانفتاح حسب ما تقتضيه رؤية المملكة 2030 ?
واحدة من هذه المهن التي تشهد مدا وجزرا بين القبول والرفض هي عمل المرأة السعودية كـ(مستخدمة) في مدارس ومكاتب التعليم، وهي الوظيفة التي تأتي في إطار متفق عليه بين شركات النظافة والصيانة والمدارس المختلفة في البلاد تسعى من خلالها رفع مستوى النظافة والصيانة العامة وجاهزية المدارس في توفير بيئة صحية لائقة للتعليم.
"زينب عبدالله السعيد" هي إحدى العاملات السعوديات التي وظفتها مثل هذه الشركات في إحدى مدارس المنيزلة الابتدائية بمحافظة الأحساء.
تروي لنا زينب تفاصيل حياتها اليومية وكيف تواجه هذه المهنة اجتماعيا ومهنيا فتقول: (حين أكون في المدرسة أؤدي دوري في تهيئتها صحيا وشكليا، أكون في قمة السعادة والفخر لقيامي بذلك، فأنا أعمل دون خجل ودون أدنى تردد، شجعني في ذلك دعم أسرتي ومعاملة مديرة المدرسة المحترمة لي وكذلك المعاملة الطيبة من قبل مشرفتي المباشرة علي من الشركة التي أعمل لديها).
وعن نظرة المجتمع لهذه المهنة الحساسة تكمل السعيد حديثها وتقول: (ربما تكون هذه المهنة غير مألوفة لدى المجتمع السعودي ، ممن يرى امرأة سعودية تقوم بهذا الدور، إلا أن عليه تقبل ذلك مع مرور الوقت لا سيما حين يدرك بأنها مهنة محافظة في وسط محافظ وذات هدف نبيل حثت عليه الشريعة الإسلامية).
لقد حضيت المرأة في المجتمعات بمكانة عالية منذ أن قيمت الأدوار التي تقوم بها في بناء الحياة والإنسانية، وعزز ذلك الدور الديانات السماوية حين حثت على تكريمها ورفعة شأنها، وحين عرف المجتمع ذلك زاد من قيمتها كامرأة وأم وصانعة أجيال ورائدة أعمال وغيرها من مهن كثيرة خاضت فيها المرأة وحققت إنجازات عالية، إلا أنها تبقى بعض المهن من الصعب أن تتقبل كون من يمارسها امرأة لا سيما كعاملة نظافة، فالأمر غير متخيل لدى الكثيرين أن تعمل المرأة السعودية هذه المهنة،لكن الكثير يجدها بمثابرة أمثال زينب فيها وتأديتها بكل حماسة وفخر من أكثر المهن المحترمة التي يتأمل منها أن تتقبل بشكل كبير في أواسط المجتمع.
(السعيد) تختم لقاءها معنا بوافر من الشكر والامتنان للحكومة الرشيدة التي أمنت ومكنت عمل المرأة في كثير من المجالات بكل احترام، وتشكر كل من يحترم عملها ويسعى في أن يجعل لها مكانتها وقيمتها بين كل المهن لا سيما مديرتها ومشرفتها المباشرة عليها وأولياء الأمور والطالبات اللاتي يقدرن ذلك ويقابلنها بكل احترام .
تاريخ نشر المقال: 29-1-2023