تغيرت خطة التعليم في المملكة في السنتين الأخيرتين تغيرا جذربا وتغيرت معها بعض المناهج الدراسية وكذلك مواعيد الدراسة والإجازات الرسمية، فبدل مما كانت عليه سابقا حيث يقسم العام الدراسي إلى فصلين دراسيين فقط وتكون الإجازة بين الفصلين لمدة أسبوعين تقريبا وبعد الفصل الدراسي الثاني يتمتع الطلبة والمعلمون بإجازة نهاية العام والتي تمتد إلى ما يقارب ٣ أشهر إلى شهرين ونصف في الغالب، نجد ذلك كله تغير، حيث تزامن هذا التغير مع أيام جائحة كورونا والحالة الصحية التي كانت تعيشها البلاد، فقد تقرر عام ١٤٤٣ أن يقسم التقويم الدراسي إلى ثلاثة فصول دراسية وتتوزع الإجازات على هذه الفصل حيث يكون بين كل فصل وآخر إجازة اسبوع واحد بمقدار ١٠ أيام تقريبا وتوزع بقية الأيام بين أسابيع الدراسة الفعلية بمسمى " إجازة مطولة" ليتبقى عدد قليل ما يقارب الشهر أو أكثر بقليل كإجازة نهاية العام والتي تصادف أيام الحج والعيد السعيد .
هذا الاختلاف بين ما سبق عام ١٤٤٣ وعامنا هذا ١٤٤٤ ما زال الناس يعيشون أجواءه ويقيسون نتائجه ويتمتعون بإيجابياته ويحصون سلبياته.
قمت بعمل استبيان في بعض قروبات الأصدقاء والمعارف وسألت هذا السؤال:
هل الإجازة المطولة عبث أم استراحة مجتهد؟ فأتت نسبة التصويت لكونها استراحة مجتهد بنسبة ٩٨٪ من عدد الأصوات، مما يعني أنها فعلا استراحة للمجتهدين فقط وعبث لغيرهم، وكم مجتهد يعد فيطلب منه الراحة المؤقتة وكم عابث بالأيام يتمنى أن تطول هذه الأيام وتتكرر أسبوعيا.
المجتهد نراه يتذمر من قصر وضيق الوقت غالبا فلا يسع الوقت لكل دراسته وتطبيقاتها، لذا هو ينجز فروضه وواجباته الواحدة تلو الأخرى دون توقف لذا يحتاج لأن يلتقط أنفاسه بمثل هذه الإجازات المطولة والمتكررة خلال العام الدراسي، ليعود في كل مرة شاحذا هممه ومتقدا بأفكاره.
أما ثلة العابثين بالدراسة والفروض فهم مدركين بأن هذه الإجازات هي فرص متاحة لمزيد من التسلية والترفيه ولو سألتهم بالمزيد لطلبوه دون تردد.
وما بين الإيجاب والقبول والسلب والنفور تمضي الأيام الدراسية بتسارع غريب تتخللها عدد من الإجازات المطولة تحمل في جعبتها الكثير من الآثار التي سنعرفها مستقبلا بإذن الله.
تاريخ نشر المقال: 18-1-2023
https://www.instagram.com/p/Cnj2BsIsyjK/