معنى فلسفة البكاء تعني ما هي الحكمة والفائدة من أن نبكي على الإمام الحسين عليه السلام؟
الجواب له عدة أوجه:
١- أصدق إحساس يمارسه المحب تجاه حبيبه، وهو من مصاديق المودة في القربى كما قال تعالى: {...قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)} الشورى.
٢- إعادة برمجة الإنسان الروحية وغسل روحه التي أفسدتها الشهوات والملذات واللهو العب الزائد عن حده.
٣- شحن الروح الإيمانية واستعدادها لتقبل الأوامر الإلهية واجتناب النواهي الربانية.
٤- الاستعداد للتضحية والإباء في سبيل إعلاء كلمة الله سبحانه والمحافظة على القيم والمثل العليا التي هي حصانة للفرد والمجتمع
٥- إعداد البرامج التربوية والأخلاقية التي يتلقاها المستمع من مواقف الحسين عليه السلام في واقعة الطف في تعامله مع أولاده وأخوته وأصحابه وأطفاله وأعدائه.
٦- البكاء نقطة انطلاق نحو إصلاح النفس وتهذيبها وتزكيتها.
٧- البكاء توثيق العهد من جديد مع أهداف الحسين عليه السلام، فيكون الحسين عليه السلام حاضرا دائما في واقعنا المعاش، ففي كل زمان يوجد النور والظلمة.
البكاء على الإمام الحسين(ع) هو بكاء رفض الانجرار وراء مغريات الدنيا وحبها والتعلق بها، واعتراض على فعل الذنوب وارتكاب المعاصي،
وهو بكاء نهي عن المنكر والفساد، وهو بكاء أمر بالمعروف والإصلاح، وهو أيضاً بكاء غضب من كل المظالم التي حصلت والتي تحصل، أي هو بكاء رفض للظلم والذل، ودعوة إلى تحكيم العدل والثورة بوجه الظلم، وهو بكاء يدعو إلى الثورة على الفساد والانحراف ، ورفض الخضوع والخنوع والرضوخ للظالم، وبصورة عامة البكاء على سيد الشهداء سلاح لمواجهة العدو الباطني والظاهري.
وهناك شاهد من فلاسفة العصر:
يقول الشيخ جواد زادة أملي:
"لقد جعل الله تعالى للشهيد منزلة تسمو به إلى أعلى درجات الرقي والرفعة بحيث أصبح الشهيد أكرم موجود خلقه الله تعالى ؛وذلك لأنه قدم لربه أغلى ما يملكه ألا وهي النفس التي كثيرا ما يكون الحفاظ عليها امرا طبيعيا عند بني البشر، ولذا وصف الله الشهداء بأنهم أحياء بعد الموت: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» آل عمران /١٦٩".