إذا علمت يوما أن هناك من يترصد لك العداء فلا تحزن ،وابشر بسعادتك واجعل قدوتك أمير المؤمنين عليه السلام فلم يكن بين أصحاب رسول الله وأخصائه من له محبون ، مضحوّن كمقداد وعمّار مثل أمير المؤمنين كما لم يكن بينهم أعداء ألداء شديدو البغض مثلما كان لأمير المؤمنين حيث نصّت بعض الروايات على تشديد أمير المؤمنين وحرصه على بقاء قبره مخفيّا لا يعرف أحد غير أبنائه إلى أن مضى على زمنه قرن من الزمان وزال الأمويين وانقرض الخوارج وضمرت مشاعر الحقد عند ذلك أعلن ابنه الإمام جعفر الصادق عن مكان مدفنه الشريف .
عُرف الإمام عليه السلام بمشيه في طريق الحق وماكان يضع خطواته الشريفة إلا في سبيل الله وهذا بلاشك خلق له الأعداء الذين يمشون في الطرق المغايرة لطريقه فهو صاحب القول المشهور :(لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه).
لم يكن علي عليه السلام يحابي أحدًا في شرع الله ومبادئ الإسلام السمحة ، وإذا تعاطف مع أحد أوداراه فإنما يكون وفق حدود الله تعالى لذلك فإنّ بانتمائنا لخط ولاية علي يتوجب علينا أن نحذو حذوه في المحافظة على حدود الله في جميع تعاملاتنا الأسرية والاجتماعية وعدم الاستخفاف بفرائض الله وشرعه مع ظهور التيارات المنفتحة .
إنّ طريق علي هو طريق تمييز الحق واتّباعه
وحديثه حديث الأنبياء والأوصياء وخير من وصف الإمام الدكتور "طه حسين" عندما قال : منذ أن انطفأ الوحي وانقطع نداء السماء لم يُسمع كلام عظيم إلا من علي عليه السلام .
وتظهر في شخصية الإمام قوة الجذب والدفع ،فبعض الدفع يكون بدفع الحق والفضائل الإنسانية كما أنّ بعض الجذب يكون جذب الباطل والجرم والمجرم وهذا تفسير موقف الخوارج من الإمام علي فلمتجذبهم قوة جاذبة عليّ بل على العكس من ذلك طردتهم قوة دافعته .
أبايِعُكَ ياعلي لا لأجلِ مثوبةٍ ، لكنّني وجدتك العقل الراسخ بالحق واللب الراجح ، والعلم المنبثق عن هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
المصدر :
الإمام علي للأستاذ: مرتضى المطهري.