عندما كان طفلا صغيرا وهو لم يتجاوز سن العاشرة, كان ينظر الى القمر ويتسائل: لمذا هذه البقعة البيضاء اللمعة الجميلة في السماء ولا تسقط على الأرض؟ لماذا هيموجودة في السماء؟
كان أيضاً يتسائل: لماذا الأجسام لها أبعاد ثلاثة فقط؟ لماذا لم تكن أربعة او اثنان؟ هذه الأسئلة البدائية الفضولية قادته إلى دراسة العلوم الى أن اصبح متميزاً في علوم الفيزياء والرياضيات. وقد أصبح من أهم الباحثين الأصليين في نظرية الأوتار وهي إحدى أهم نظريات الفيزياء الحديثة. إنه العالم كامران وفا.
عاشت طفولتها بين مجتمع متعدد الأديان والثقافات. تأثرت بوالدتها التي كانت تعمل ممرضة، فدرست التمريض. وخلال عملها, لاحظت في بعض الأحيان أن المريض يصاب بحالة من التوتر عندما يقرر له الطبيب الخروج من المستشفى وانتقاله الى المنزل لإكمال العلاج. بعد تأمل وتفكر ودراسة المشكلة قامت بتأسيس نظرية جديدة في علم التمريض للتعرف على العوامل التي تساعد المريض والأهل للشعور بالاستقرار والجاهزية عند خروجهم من المستشفى الى المنزل.
اعتمدت نظريتها في كثير من المسشفيات والمراكز الطبية حول العالم حيث أن هذه النظرية ساهمت في تأسيس برامج توعوية لمساعدة المريض والأهل عبور هذه المرحلة الأنتقالية. إنها العالمة في مجال التمريض عفاف ابراهيم ميليس.
كان شغوفا بالتعرف على الأحجار وأنواعها. بدأ باجراء التجارب الكيميائية وهوبعد لم يتجاوز عمره 10 سنوات. عندما يسمع ان هناك امر ما مستحيل تطبيقه. كان يعكف عليه ويحاول ان يثبت العكس. واصل بحثه ودراسته حتى اصبح متخصصا في علم المواد حتى أثمرت مساهماته البحثية في اختراع البطاريات فائقة الشحن باستخدام الليثيوم (لولا هذا الأختراع لما كان هناك هاتف ذكي تحمله في جيبك). إنه العالم المغربي رشيد يزمي.
التفكر والتأمل هو العامل المشترك وراء هذا التقدم العلمي. بل انه من أحد أهم أساليب طلب العلم. يقول سيد الكلام الإمام علي عليه السلام "فضل تفكر وتفهم أنجع من فضل تكرار ودراسة" وقال عليه السلام : من أكثر الفكر فيما تعلم أتقن علمه، وفهم ما لم يكن يفهم".
من هذه الكلمات النورانية نستطيع أن نستدل على ان التفكر وسيلة مهمة وفعالة في طلب العلم والمعرفة.
التفكر هو السعي لإطلاق الفكر في شي أو أمر ما. كثير من الآيات القرآنية حثت على التفكر (( أفلا يتفكرون)) ((أفلا يتدبرون)) لما له من أثر كبير على حياة الإنسان وتقدم البشرية. لذلك، نحن مطالبين جميعاً الى أن نستخدم وننمي هذه المهارة سواء في حياتنا العلمية والمهنية أو حتى الشخصية..
عندما تستخدم الفكر أو التفكر لفهم امر علمي او حل مسألة اجتماعية فكثير من الأحيان سوف يقودك هذا التفكير الى المزيد من البحث والإطلاع والمعرفة. ومن نعم الله علينا في هذا الزمن أن وسائل التعليم و المعرفة أصبحت متوفرة ومن السهل الوصول إليها. فقط حدد بوصلة اهتمامك المعرفي, تفكر, ثم ابحث عن ماتريد معرفته. ليس بالضروري ان يكون اهتمامك المعرفي هو نفس مجالك الأكاديمي. فكثير منا له ميولات اخرى بجانب تعلمه في المدارس والجامعات.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أنه هناك أمور قد تعيق الإنسان من التفكر والتي منها على سبيل المثال: كثرة الطعام والشراب يقول الإمام علي عليه السلام الإمام علي (عليه السلام)
“من زاد شبعه كظته البطنة، ومن كظته البطنة حجبته عن الفطنة"
وأيضا التفكر يحتاج الى هدوء واستقرار ذهني. إن كثرة تصفح الإنترنت في الأمور الغير مفيدة والغير نافعة، وأيضاً الإفراط في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي هي من الأمور التي تضعف عملية التركيز وسعة التفكير كما تشير إلى ذلك الكثير من الدراسات العلمية. فليس من السهل عليك ان تفهم مسألة أو تتفكر في أمر اذا كانت معدتك مليئة بالطعام والشراب، وذهنك مشغول بما تراه عينك على وسائل التواصل اباجتماعي..
لذا أذكر نفسي وأذكرك عزيزي القارئ وكل إنسان محب للعلم والمعرفة، ويريد أن يصل إلى مستوى عال من العلم أن لا يفرط في استعمال كل أمر يمنعه من سعة التفكر.
التعليقات 2
2 pings
عبدالمنعم علي بومحمد
2022-07-06 في 11:14 ص[3] رابط التعليق
الله يسعدك اخوي صادق
شجعني مقالك في التفكير اكثر والتأني في اخذ القرارات في العمل.
مشكور الله يجزيك خير
اللهم صل على محمد آل محمد
جعفر طاهر الدليم
2022-07-06 في 11:18 م[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافية أخوي ابوجواد
المقال جميل جداً وأكثر من رائع، يدعوك للتأمل في قراراتك والأمل بالله العلي العظيم في أن تكون حياتك أفضل.
شكراً جزيلاً لك