لو تفحصت بوعي المناسبات المختلفة لوقعت عيناك على صنف من الممثلين الحريصين على التواجد في الحفلات الاجتماعية والمنتديات الثقافية ، والمناسبات الدينية وغيرها ، حتى بدون أن يطلب منهم ذلك!!.
بحيث يعرف كل منهم في قرارة نفسه أنه ممثل متملق هدفه أن يراه صاحب المناسبة أو الجمهور واقفاً على خشبة المناسبة ، أو من أجل نيل وجاهة اجتماعية أو مصالح مادية ، لذلك كان من السهولة على الناس اكتشاف زيف تمثيله ، والسخرية من أدائه !! ، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّه قال: ( رُبَّ متودد متصنع ).
وهذا يدل على أن كثيرا من المناسبات الاجتماعية أصبحت مسرحيات فكاهية لا تمثل البعد الحقيقي لروح التآزر الأسري والتعاون الاجتماعي ، أو توحي عن سعي الناس لنيل رضا الله -عز وجل - بقدر ما تظهره عن استشراء للنفاق الأخلاقي بين البشر.
ولكي يكون تمثيل المؤمن تمثيلاً حقيقياً في المناسبات ، يحتاج إلى التغاضي عن مساوئ الناس ، والبعد عن تتبع عوراتهم، فعَن أمير المؤمنين عليه السلام : ( تناسَ مساوىء الإخوان تستدمْ ودّهم ) .
والبعد عن الأمراض الأخلاقية خصوصاً ما بين الأرحام ، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( إذا لم تجتمع القرابة على ثلاثة أشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم وشماتة الأعداء بهم وهي : ترك الحسد فيما بينهم لئلا يتحزبوا فيتشتت أمرهم ، والتواصل ليكون ذلك حادياً لهم على الألفة ، والتعاون لتشملهم العزة ) .
وتعويد النفس على ملكة الإخلاص والوفاء بعيداً عن الرياء والسمعة ، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( أخلص لودودك تحفظِ الأخّوة وتُحْرِزِ المروة ) .
لعل من عجائب هذا الزمان ما نراه من كثرة الممثلين المتملقين الذين يصطفون على مسارح كل مناسبة خصوصاً في عزاء الأموات ، بحيث يقف المؤذون للمتوفى في حياته على خشبة مسرح المُعَزين بعد مماته!! .