على الإنسان في هذهِ الأيام المُباركة أن يبذل مُهجته وقلبه وكّل ما عنده في سبيل رضا الله عز وجل؛ فهذا البذل سيكون مُقدمة لِتوطين القلب والنفس لِلقاء الله سبحانه.
اغتنموا هذهِ الأيام واجعلوها أيام المصالحة مع الله ، استشعروا حلاوة الحُب الإلهي ، وتذوقوا لذة المناجاة مع المحبوب والمعشوق الحقيقي ، فهي أيام عظيمة ، أيام لا يضاهيها في الفضل سواها ، فاسألوا الله فيها إصلاح الذات إصلاحًا شاملًا ، دعوها أيام تغيير لمنعطف حياتكم، اهتموا اهتمامًا بالغًا لجعل هذهِ الأيام مُتحركة وناشِطة بالعبادة ومُجاهدة النفس، تجردوا من عالم الماديات إلى عالم القداسة والصفاء الذهني.
فأن تبلغ شهر رمضان هذا يعني أن رحمة الله لا زالت تناديك ، وأن نفحات الله تحاوط روحك، وأن أبواب الجنة لا زالت تنتظر أن يعبر اسمك منها ، فعلينا أن نسمو بأرواحنا ونحاول أن نصل إلى أعلى مرحلة من الكمال؛ فهذا شهر تجلي الكرم الإلهي ، شهر الرحمة والمغفرة فنفحات الرحمة تهب نسائمها ، ضاعفوا أعمالكم وتقربوا إلى الله فهنيئًا لمن أظلته رحمة الله وصار من المرحومين في هذا الشهر الفضيل لا من المحرومين.