إن الهدوء من الصفات التي تجعل الإنسان يحقق أي هدف يطمح له في الحياة سواء كان من الناحية الاجتماعية أو العملية، فالإنسان مطالب بأن يتعلم على على ضبط الحالة النفسية وطريقة التعامل مع الناس، وزيادة على ذلك عندما يتكلم معهم بالأسلوب الذي له قصد في جعل الآخرين يأخذون عنه انطباعات إيجابية، وذلك كي يتفادى التعرض للمشاكل والأمور المقلقة.
على سبيل المثال: لو فرضا قام الإنسان بمقابلة شخص مستفز ورديء من جانب التعامل وطريقة التحدث، من هذه الزاوية يجب أن يكون الفرد هادئا خاصة أمام الأشخاص المستفزين، فهؤلاء ينتظرون من الطرف الآخر ردة فعل؛ حتى تكون لهم القدرة على تعكير مزاجه وتعرية المواقف الخاصة به أمام الناس، فمثل هذه النوعية تسعى بقوة إلى البحث عن نقاط الضعف والتصيد على كل زلة وخطأ تجاه الآخر لتملك الفرصة في النيل منه؛ نتيجة الحقد والكراهية.
وبالتالي فإن عدم إعارة أي اهتمام للمستفز، يسهم في الابتعاد عن تضييع العواطف والمشاعر الإنسانية، كالغضب خاصة أن الانفعال له آثار نفسية سلبية تجاه الشخص الذي تعرض لمثل هذا السلوك السيئ الذي يسبب زعزعة للراحة والطمأنينة النفسية، وفي هذا المجال كثير من الناس تهدر أعصابها على مثل هذه الشخصية غير المحبوبة بل والعدوانية التي دائما تعيش حياتها في المحاولات التي تهدف للتنمر وإيذاء الآخرين، من أجل أن يشعروا بالضيق والاحباط.
وجدير بالذكر أن الشخصية الاستفزازية لديها نوع من النقص بشكل كبير نتيجة المعاناة من الضعف في التركيز والثقة بالنفس والمشاعر والانفعالات، فالشخص الذي يمارس سلوك الاستفزاز يحاول سد احتياجاته النفسية لأنه في الحقيقة شخصية ضعيفة وهشة وسريعة الانفعال في مجال التعامل مع الآخرين، فهي ليست لديها قدرة على محاورة ومناقشة من حولها بطريقة هادئة بسبب الشعور بالخوف عند لحظة الدخول في النقاش، خاصة مع الأفراد العقلاء، ولأن لديها معرفة تامة أن العاقل ستكون لديه قدرة على ضبط أعصابه والتعامل معها بصورة إيجابية مبنية على الفن والهدوء وسعة الصدر.
وسبحان الله تقابل مثل هذه النوعيات من البشر في مختلف الأماكن سواء كان ذلك في المدرسة أو المناسبات أو الشارع وغيرها من الأماكن ، فلا تسمح لهم بأن يعملوا على تقطيب وجهك وتضييق يومك الجميل، ولا تجعلهم يعكرون مزاجك وزيادة على ذلك أجعل هؤلاء في قاموس حياتك كأنهم نكرة؛ أي شيء عادي وغير مهم بالنسبة لك.
قل من أعماقك المشرقة: أنا سأعيش في هذه الحياة لمرة واحدة وفي النهاية سوف نموت جميعا، فلماذا أدمر نفسي وأستجيب لما يقال من قبل السلبيين، ثم بعد ذلك أتبع وساوس الشيطان الذي يجعل الخاتمة الخاصة بالإنسان ذات مظهر شرير؟
يا الله أحسن خاتمتي واجعلها مصحوبة بالأخلاقيات والأعمال الخيرة والجميلة، لأبقى ذكرى طيبة لأسرتي وأصدقائي وأحبائي؛ ليشتاقوا لي.