كلما لاح طيف شعبان ،تجدد فيّ ذلك الشعور الذي لم أنسه يومًا !
كيف أنسى تلك الصرخات والدموع التي ملأت الأرض دون انقطاع، وكأنها تسقي وردًا لا يموت ولا يذبل!!
كيف أنسى ملامحه وهو نائم على ذلك السرير الأبيض !
كيف لي أن أتخطى رحيله المر الذي يثقلني ويجدد كل الآهات والحنين…؟
آه يا أبتي كنت أتمنى لو أهديتك فؤادي حين استشعرتهم يهيلون تراب القبر على جسدك ،فكيف للأرض أن تحتضنك ويبقى قلبي عالقا بذكراك؟!
كنت أتمنى أن يدفن قلبي في تلك الحفرة عله يشفى الحنين ،أو عله يكون خير من يواسي روحي.
أسفي عليه والقلب لن ينساه ..
أسفي عليه وأدمعي تنعاه
كم كان أبي حنون طيب القلب
كم كان صوته دافئا ينبعث منه الأمان
لكني دائما أتساءل كيف رحل أبي دون وداع!
لم يحزم أمتعته كمسافر
لم يلوح لنا ويعدنا أن يعود
كم تفطر فؤادي حين رأيته دون حراك !
كم كان الحزن حالك السواد
وكم أظلمت دونه الحياة
كان وجه أبي المصباح الذي أستضيء به في ضلال الحياة ..!
أنت الذي لا تمل ولاتتضجر ..!
أنت الذي تحب أحاديثنا حين نتحلق حولك
حسبي على الأيام التي حرمتنا وجودك
كيف لي ألا أتذكرك؟!
وكيف لا تسبقني غصات الحنين إليك
وكيف لا تسبقني خطواتي لزيارة قبرك
كيف جعلت الفرح ناقصًا ولم يكن النقص جزءً بل كل
آه يا أبي كيف لا تسبقني دموعي وكيف لا أتوه والمسافات طوال..!
كم حن قلبي لمناداتك ..!
كم بكت عيني لفراقك !!
كم من الآهات ألفظها لفقدك
سأظل أفتقدك وأبكيك
سأظل أنعاك وأرثيك
ستظل دوما في ذاكرتي
سلام عليك والدي
سلام على روحك أينما تنام ..!
سلام على تراب قبرك فهلا أجبت السلام؟