البعض من الناس يرى الله من خلال آياته في الكون والنجوم والكواكب والخلق وتعاقب الليل والنهار، والبعض من الناس يرى الله في دقة الخلق للأجنة والخلايا والمواقيت . والبعض يرى الله في قوة الرياح وكثرة المطر وصوت الرعد وتشكيلات التضاريس، وتبدل الفصول وتغير الطقس، والبعض من الناس يرى الله في جمال الطبيعة، وتعدد ألوان الحدائق الغناء وجمال البحار والأنهار وتعدد صور الغروب والشروق للشمس، والبعض من الناس يتعرف على وجود الله ويرى الله (جل جلاله ) من خلال الفلسفة أو قوانين الفيزياء أو منطق المناطقة أو إحصائيات أهل الحساب وتحليل الحواسيب العملاقة، و كل تلك الأدوات هي أدوات مشاهدة حسية وتحليل مادي وإدراك مسموع وعقل متبحر في علم الكلام وأنماط الاستنتاج .
اما أنا شخصيا فإلى جانب كل تلك الآيات والقوانين والفلسفات إلا أنني أرى الله بقلبي حبا وشوقا لله لأن ذلك هو الأقرب إلى نفسي وطبيعتها، فالله اللامحدود رحمة واللامحدود قوة واللامحدود عطاء وغفرانا وكرما و مُلكا وسمعا، هو الركن الحصين والأصل الثابت والوجود الدائم، و تشرئب عنقي بالاستزادة من هبات الله وعطاياه وجميل غفرانه وتحننه وكرمه كلما ازداد عقلي رجحانا وعمري نقصانا، وأملي في الدنيا انحسارا ونفسي اتعاضا من قصص الأمم الماضية .
أتلمس من آيات الله جميل إرشاده وجميل غفرانه ورأفته بكل خلقه، وأستنطق العزة منه والطمع بما في يده والجود بما يمنحه، واليأس بما في أيدي ما سواه وعدم التوكل إلا عليه سبحانه .
وكلما أقرأ المناجات المروية عن آل البيت (ع) ، كلما هام قلبي حبا وعشقا في الله العلي القدير، وطار قلبي شوقا للقائه ونيل رضاه والعيش في حماه وكنفه اللامحدود .
لك يا قلبي الصغير حظوة ، لا بل حظوات أن تناجي رب العالمين كلما أحببت بكلمات مُصاغة من أبلغ البلغاء وأفصح الفصحاء ، وتقول وأنت مطمئن بسماع نجواك وجميل الإجابة لك وحسن النظر في أمرك.
أناجيك يا موجود في كل مكان لعلك تسمع ندائي، فقد عظم جرمي وقل حيائي، مولاي يا مولاي حتى متى وإلى متى، أقول لك العتبى مرة بعد أخرى، فيا غوثاه...
إليك يا ربي كل حبي وفؤادي ، فزدني بصيرة وبصرا وزدني رزقا وثمرا وزدني هداية ونورا .