نحتاج إلى محطات نقف فيها ونعمل فلترة في تعاملنا مع أفراد المجتمع .
فكل منا لديه منظارا من خلاله يشاهد الآخرين، ولكن هناك تباين بين أنواعها، فالبعض يملك منظارا ذو جودة ورؤية ناصعه، والبعض يملك نوعية متوسطة بها شوائب بالرؤية وهناك من يملكون نوعية رديئة معتمة .
وهكذا نحن البشر في نظرياتنا وأحكامنا على الآخرين من خلال رؤيتنا لتصرفاتهم أو فهمنا لكلماتهم.
فنحن البشر ذوي ثلاثة أنماط، من حيث تفكيرنا بالآخرين، فمنا من هو حكيم ينظر للآخرين بمنظار ذي جودة، فهو لا ينطق بحكمه أو نظريته على الآخرين إلا بعد تروي وتحليل ودراسة، وهذا هو صاحب الفراسة، وهذه نمت من قوة بصيرته وتسامح قلبه الصافي، كما أنه يؤمن أن لكل مرحلة سلوكيات مختلفة، كاختلاف مراحل نمو الفرد حسب الظروف المؤثرة .
وهناك من يملك رؤية باهتة، فهو ينتقد ويضخم كل تصرف، بل يطلق أحكاما على الآخرين، ويعتنقها كمعتقدات بل قد يلصقها كصفة للفرد ويعتبرها بصمة سلبية له، حتى وإن تغير، وهذا بحاجة لمسح الغبار عن منظاره لتتضح له الرؤية فهو غافل يحتاج للتنبيه.
أما النوع الثالث فهو ذو نظرة سوداء، حيث يرى الأشخاص بلونين فقط أسود وأبيض، وقد يميل للسواد أكثر فهو يرى الكل دمار والحياة مظلمة ومصائب، وليس لديه استعداد لتغيير فكرته عمن اختلف أو أجرى تعديلا على سلوكيات، فهو كالجلاد للآخرين ويعيش التعاسة بكل صورها بل يكون متشائما.
لذا نقول له غيّر عدسة منظارك؛ فالحياة بها ألوان زاهية واستمتع، فالبشر متباينين، ولولا هذا الاختلاف لغدت الحياة روتينية مملة.
أخيراً:
الإنسان بحاجة إلى فلترة عقله وقلبه؛ حتى ينتعش بنسيم السعادة وينعم بالراحة، فالبشر يتغيرون في كل حقبة من الزمن.