في السنوات الأخيرة قرأت كثيرا عن نصائح وإرشادات تتعلق بانتخاب زملاء السفر الترويحي والسياحي والرحلات الممتدة لعدة أيام، إلا أنني استبقت كل تلكم القراءات بعقد جملة من الرحلات الداخلية والدولية مع بعض الإخوان والأصدقاء والأقرباء .
والحمد لله كانت بالمجمل صحبة موفقة، والأغلب من تلك الرحلات هو مصداق لفائدة السفر المروية : " و صحبة ماجد " .
أتذكر في هذه العجالة بعض تلك الرحلات :
- رحلة جنوب أفريقيا برفقة الصديق أحمد، وميز تلك الرحلة التخطيط الجيد والاستكشاف الدؤوب وحب المغامرة والحيوية وتفعيل خطة "ب" البدائل في حالة تعثر أي جزئية من خطط الرحلة، رياضة hiking كانت مفعلة بقوة، وكان شعار الرحلة " استمتع بكل تفاصيل الرحلة أثناء بلوغ المحطات المقصودة ".
- رحلة إلى بعض دول أوربا الغربية والالتقاء المصادف للصديق محمد، وميزة تلك الرحلة هي المشي الطويل داخل المدن طوال النهار، والنهوض المبكر والتجوال الجميل، تلك الرحلة يطابق وصفها لشعار " لنعمل كما نعمل كل يوم، المشي حتى التعب walk until you drop".
- رحلة إلى جمهورية مصر العربية برفقة الأستاذ عصام، وتميزت تلك الرحلة بالبساطة واستكشاف دور النشر والمشي في عبق تاريخ القاهرة القديمة، وكان شعار الرحلة دخول المكتبات ودور النشر في كل القاهرة.
- رحلة إلى المدينة المنورة الأولى برفقة سيد موسى، وطغى على تلك الرحلة التوجه الروحي، والمكوث الطويل بالمسجد النبوي وزيارة البقيع والأماكن التاريخية في المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الأطهار، وكان شعار الرحلة " التعبئة الإيمانية وتغذية الروح".
- رحلة المدينة المنورة ومدينة جدة بمعية ابن الخال على، حينما كنا طلاب، و ميز تلك الرحلة السياقة الطويلة بالسيارة بين المدن والبساطة والعفوية وسرعة اتخاذ القرارات في التنقل والسكن، وأصدق شعار يطابق لسان حال وصف الرحلة " مد قدمك على قدر طول لحافك " .
- رحلة اكتتاب أسهم شركة نفطية وشراء أسهم شركة عقارية " إعمار " في مدينة دبي برفقة المهندس صالح، وميز تلك الرحلة برستيج الفندق في منطقة DIFC ، والأكل في المطاعم الفاخرة في الهواء الطلق،Mission accomplished ، " تم إنجاز المهمة " هو لسان حال الرحلة .
- رحلة إلى مدينة اسطنبول بمعية أخي عبدالعزيز وموسى ود.عبدالله، ميز تلك الرحلة وجود أنشطة مجدولة كل يوم، " مش حتقدر تغمض عينيك " يطابق لسان حال شعار الرحلة لجمال الطبيعة ومتعة الأنشطة المختلفة وفخامة الطعام وكثرة مناطق التجوال .
هذا عرض نموذج لبعض الرحلات مع الأصدقاء، إلا أن أكثر رفقاء درب لي في معظم رحلاتي الانتدابية والسياحية هم أفراد أسرتي، وإن كنت ممن تبنوا في فترة ما نظام المسافر بمفرده solo traveller ، إلا أن حجم الذكريات التي علقت في ذاكرتي مع من سافرت معهم تستجلب النداء داخليا بتكرار السفر معهم ولكن إلى محطات جديد بعد انقشاع الوباء بإذن الله .
همسة :
أ- حاول أن تقتنص استكشاف وغربلة زملاء سفر موعودين potential من خلال الالتحاق برحلات خلوية برية داخلية أثناء فصلي الخريف والربيع.
ب- لا تصدر أحكاما جُزافية على الاشخاص ولا تكن صدى لآراء آخرين دونما تمحيص من جهتك، فكلما اقتربت أكثر من البعض تستكشفهم أكثر، وكلما محصت آراء الآخرين في الأماكن والأشخاص التي وصفوها لك ، كلما استوثقت مقدار عمق وأمانة من قال لك .
ج - بعض الرحلات تُعقد وتنطلق بناء على الحاجة لإكمال العدد لتقليص التكلفة أو تعبئة المقاعد الشاغرة، وبعضها الآخر تُعقد بناء على تجانس الإملاء، فكن انتقائيا أكثر للاستمتاع أكثر.
د- قد يفرض بعض أصدقاء السفر رأيا معينا أثناء السفر، فمن الأفضل لإنجاح السفر الترويحي الوضوح ووضع النقاط على الحروف في مواضيع عدة منها : جدول النشاطات وجدول الاستيقاظ والنوم وأماكن السكن وقيم الرحلة المُتعهد بالالتزام بها وتفضيلات الأكل ومحظورات التواصل مع أطراف أخرى، و عدم إدراج أي شخص في برنامج الرحلة إلا بعد الاتفاق عليه من قبل مؤسسي الرحلة دون أي مجاملة .
ه- أصدقاء السفر من المفترض أنهم يتكاملون وليس أي أحد منهم عبء على الاخر، فإن نجاح الرحلة يتم من خلال تكامل الأدوار للأطراف، ووجود شخص في الرحلة يتقمص دور الرئيس المتسلط يفسد المزاج العام.