سؤال نجد إجابته الجلية في قول النبي صلى الله عليه وآله : كل بني آدم حسود!! وهذا معناه أن كل إنسان به قابلية للحسد كغيره ، والتأثير به في الأشياء والأشخاص ، لكن المحك الذي يفرق المؤمن الحقيقي من المؤمن المزيف هي مدى قدرته على حبس كوامن الحسد داخل النفس أو إطلاقها.
ومعنى ذلك أن لا ضرر لكوامن حسد عند أي إنسان إذا لم يترجمها بعينه أو بلسانه أو بعمل بيده ، فإذا ترجمها بإحدى تلك الوسائل أثرت في الأشياء والأشخاص .
ولا تكمن خطورة الحسد في التبعات السلبية على المحسود فحسب ؛ بل في تعود هذا الإنسان على نمط الحسد والعيش به كسجية في أوساط الناس بحيث يصبح بعضهم شياطين بإشكال آدميين !!.
فتربية نفسك تعتمد على ضبط كوامن الحسد داخلها بحيث متى أرادت نار حسدك الخروج من نفسك فبادر بوضعها في وعاء كي لا يعلو صوتها إلى الخارج ، بحيث تسعى دائماً أن لا تتكلم بأي كلمة تجاه أي إنسان بدافع الحسد ، بل لا تغمز بطرف حجابك حسداً لغيرك ، بل ورد في بعض المضامين لا تنصح أحداً حسداً له !! .
وليس معناه أن تبعد عن مواطن النصح ، خاصة إذا وجد من يقوم بمقام الناصح ، لذا عود نفسك دائماً في مثل هذه الموارد على الصمت والنأي بالنفس ، فالحسد سجية من سجيات بنى آدم والكل مبتلى بها ، فاذا أردت تربية نفسك فلا تسمح لنار حسدك في نفسك بالخروج منها كي لا يحرق لهيبها من وقف أمامها .
أجارنا الله وأياكم من كيد الحاسدين تصبحون على خير ببركة الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين