تتعدد تسميات المناطق والمدن كل بحسبه فمنها ما اشتق من موقعها الجغرافي او اسم مؤسسها الشخصي او من خلال قبيلة استوطنت هذه البقعة من الأرض وسكنتها او من عبر حدث تاريخي خلد هذا الاسم او ذاك ومسميات أخرى لمناطق زراعية او ساحلية..
والمنيزلة اتخذت تسميتها كما ذكر في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية للمؤرخ الشيخ حمد الجاسر: " المنيزلة تصغير منزلة من قرى الهفوف وأن سبب تسميتها يرجع إلى نزول حجاج دول الخليج فيها لأخذ قسط من الراحة ويراها أهل تلك الجهات أطيب قرى الأحساء هواءً ومن أحسنها موقعاً وتحيط بها النخيل من الجهة الشرقية"
وكذلك ذكر الباحث إبراهيم البراهيم في كتابه (المنيزلة درة الاحساء – بين الماضي والحاضر) سبب تسميتها يرجع إلى: "المنيزلة تصغير منزلة ذلك انها إحدى محطات الاستراحة على طريق السلطان (الجفر) بين ميناء العقير على الخليج العربي وهو ميناء الاحساء الرئيسي ومدينة الهفوف قاعدة الأحساء والمنيزلة اول محطة من الجهة الشرقية لمدينة الهفوف وكانت القوافل التجارية لحجاج دول الخليج والمزارعين ينزلون فيها لأخذ قسط من الراحة أو إرواء المواشي وهي من أطيب مواقع الأحساء هواءً وأحسنها موقعا وتحيط بها النخيل بها من الجهة الشرقية ومنها جاءت تسميتها المنيزلة" .
بعد ان عرفنا سبب تسمية المنيزلة المستمد من (المنزلة ونزول الحجاج والقوافل فيها للاستراحة) فقد نرى سببا آخر وجيها مقرونا بالطبوغرافيا التضاريسية لموقع المنيزلة اذا ما دققنا في مستوى سطح الأرض ارتفاعا وانخفاضا أي بين أدنى نقطة وأعلى نقطة فنلاحظ ارتفاع الأرض في الجهة الغربية وهبوطها من الجهة الشرقية بشكل متدرج تجاه قناة الري ومزارع النخيل ويقل هذا النزول والانحدار كلما اتجهنا شمالا بحدود المنصورة وجنوبا باتجاه الفضول .
فنعتقد ان هذا التكوين التضاريسي المميز قد يكون أيضا سببا آخر لتسمية موقع المنيزلة اختاره الأهالي القدماء لأنها منطقة نازلة ومنخفضة عن مستوى سطح الأرض بحوالي (12 مترا) وكما هو معروف عن سطح شبه الجزيرة العربية العمومي المرتفع غربا المنخفض كلما اتجهنا شرقا .
ومن المؤيدات أيضا لهذا المنحى من الطرح المستحدث فيما لو رجعنا الى قرابه 40 سنة ماضية نجد كيف ان الأهالي عندما بدؤوا في بناء المنازل في (المنطقة الجديدة) عليهم أولا إزالة مرتفعات من الصخور والثرى بارتفاع حوالي 4 امتار ليصبح البناء في المستوى الطبيعي ثم الحفر بمستوى 3 امتار نزولا لبناء القواعد .
وكذلك يبقى خير شاهد حي لهذا الارتفاع الغربي عند قلعة أجود بن زامل الجبري التاريخية التي ما زالت تحتفظ بارتفاعها الطبيعي عن مستوى السطح الحالي وأما ساحات ملاعب نادي المنيزلة سابقا (مركز النشاط الاجتماعي حاليا) فقد كانت أيضا بمستوى مرتفع آنذاك قبل ازالتها وتسويتها.
يبدأ الانحدار الفعلي الظاهر للجهة الشرقية الممتد من بعد دوار السلام شمالا الى أسوار المقبرة ثم الحديقة والمنازل الى مجمع المدارس جنوبا حيث يبدأ الانحدار بالاعتدال وهذا المسار تتخلله عدة طرق منحدرة شرقا اشدها ما يعرف بـطريق (الرفاعة) ثم يليه طريق المنحدر ثم طريق الخزان وطريق المثلث الصغير وطريق المدارس وطريق دوار السلام .
ولو رجعنا للماضي قليلا عندما كان المطر فيه نوع من الغزارة عندما تسقط على المنيزلة كانت مياه الامطار تتجه من الغرب المرتفع الى الشرق مع الهبوط والانحدار لتتجمع بطريق الري والمزارع في أخفض نقطة .
في النهاية لا نجد فرقا في أسباب التسمية سواء من نزول الحجاج والقوافل او نزول الأرض وهبوطها فكلاهما له شواهده التاريخية او التضاريسية وهذا البحث مجرد فرضية تفكيرية قابلة للتصديق والقبول او الرفض بالدليل العلمي والمنطقي .
الجدير بالذكر أن بلدة المنيزلة أصبحت مترامية الأطراف وسكنت على عدة مراحل وحقب وبمسميات مختلفة فمنذ القرن التاسع الهجري تذكر بقصر أجود بن زامل الجبري وقلعته في الدولة الجبرية التي حكمت المنطقة الشرقية حاليا من شرق شبه الجزيرة العربية وآثارها باقية لليوم وتقع غرب المنيزلة وتسمى حاليا (المنطقة الجديدة) وفي الشرق تقع المنيزلة القديمة (الديرة) و (الديرة الجديدة) تقع شمال غرب وجنوبا تقع (البر) .
تبلغ مساحة المنيزلة حاليا 21 كم مربع وبعدد سكان فوق 22 الف نسمة وتعد مدينة مزدهرة بحسب مقاييس ومواصفات مؤشر ازدهار المدن للأمم المتحدة متميزة بموقعها الرابط بين الهفوف والقرى الشرقية والجنوبية بالأحساء السعودية .
للتوضيح اكثر .. شاهد الصور :
التعليقات 2
2 pings
.
2021-11-23 في 2:43 ص[3] رابط التعليق
نعم احسنت يابومهدي
المنيزلة موطن الروح
غير معروف
2021-11-23 في 2:44 ص[3] رابط التعليق
المنيزلة تستاهل