يصف الذكاء الاجتماعي القدرة على التفاهم والتواصل مع الآخرين عن طريق التصرف بوعي في تكوين العلاقات وكيفية تهدئة الأوضاع الاجتماعية بطريقة تتوافق مع التفكير البشري الإيجابي بعيدا عن الميل لاتخاذ القرارات العشوائية، والتهور الذي يقود للفشل والخسارة في مختلف الجوانب الحياتية.
فالإنسان محاط بعقبات وصعوبات متعددة، وبالتالي هو مطالب بتنمية المهارات الشخصية الخاصة به، بالإضافة إلى ذلك خدمة البشرية ومعرفة كيفية التكيف مع مختلف المجتمعات من أجل تحقيق التقارب والأهداف المشتركة.
وتنمية مهارة الذكاء الاجتماعي تعتبر مهمة؛ فهي تجعل الإنسان يتفادى الدخول في المتاعب والمشاكل الكبيرة فالشخص الذي ينصت لتوجيهات الكبار الواعين، سيرتب الأمور بشكل صحيح وذلك من خلال عدم الإصرار على ارتكاب ما هو مرفوض بل التعلم من الأخطاء الخاصة به وكذلك التعلم من توجيهاتهم من أجل الابتعاد عن الاتصاف بصفة الحماقة والسذاجة على الدوام، وزيادة على ذلك الالتزام بالأنظمة والقوانين الاجتماعية التي تجعل الفرد والمجتمع منضبطين من ناحية السلوك والتعاملات والممارسات اليومية.
- استشارة الكبار الواعين تهدف إلى تنمية مهارة الذكاء الاجتماعي:
إن هناك فئة من الشباب والشابات واليافعين يغفل عن التعلم على كيفية التخطيط للمستقبل الخاص بالعلاقات بطريقة استراتيجية، ولهذا نرى هذه الفئات تعيش في حالة من الفشل والإحباط بسبب ضعف المهارات التي لديهم، فهذه الفئات لا تملك الرغبة في تكوين العلاقات المبنية على التفاهم والتواصل بل تعتمد على مبدأ العناد والتكبر والغرور والاعتقاد المبني على الفهم في كل المجالات الحياتية من دون استشارة الكبار الواعين، فالاستشارة تعتبر مهمة وخاصة أن التخطيط السليم الذي يعمل على تقوية العلاقات يتطلب امتلاك تجارب ومعارف إنسانية كثيرة.
صحيح أن الإنسان يجب أن يعتمد على النفس الخاصة به ولكن ذلك يحتاج للاستشارة؛ لأن هناك من هو أعلى منه من ناحية امتلاك التجارب والدراسات والأبحاث وغيرها من الأمور الأخرى.
من هذه النقطة عند ذكر الاعتماد على النفس المقصود بذلك التعلم في مختلف الجوانب وليس فقط الاعتماد على جانب واحد، فمثلا عندما يريد الإنسان أن يبني النفس الخاصة به لا يقتصر على أمر محدد بل يحتاج أيضا لتنمية الجانب المالي والنفسي والشخصي والتعلم على كيفية تنمية مهارة الذكاء الاجتماعي لأن هذه المهارة تعطي القدرة على اكتساب الخبرات الفائضة والاستفادة من تجارب الآخرين، فالشخص لا يستطيع أن يعيش وحيدا طيلة الأوقات دون أن يتواصل مع من حوله فهو يحتاج للبحث عن جوانب أخرى ليخطط للحياة التي سيعيشها في الحاضر والمستقبل بشكل فعال؛ كي يحس بنوع من الراحة، صحيح أن هذه الراحة قد لا تدوم لفترة طويلة فالحياة مليئة بالمشقات حتى ولو تم تحقيق النجاحات الكثيرة، ولكن كلما تطرق البشر للاجتهاد سيحسون بالراحة أكثر، فالأمر المتعارف عليه هو أن المجتهدين هم من يشعرون بالسعادة.
- وجود حالة الخوف تمنع من تنمية مهارة الذكاء الاجتماعي:
يعتبر الخوف طبيعة موجودة بالنفوس وهو من المشاعر التي تضع حاجزا أمام تخطي الصعوبات التي يعاني منها أي شخص على حسب مستوى الذكاء الذي لديه - عالي، متوسط، منخفض، منخفض جدا - فهناك اختلاف بين كل فرد في هذه النواحي، والخوف شيئا فشيئا يفقد الإنسان الثقة بالنفس ثم الآخرين خصوصا لو كان شديدا وبالتالي يصبح عاجزا أمام تنمية المهارات الخاصة به، بل يبقى حبيسا لهذا الاحباط والضجر الناتج عن الرهبة من مواجهة المحبطين والمثبطين أو مرعوب من التحدث أمام مجموعة من الناس، فمثلا إذا كان يشعر شاب أو شابة بالخوف ولم يستطيعا التغلب عليه فلا يوجد أي عيب من جهة الاستشارة والتواصل مع الواعين، وذلك كي يتعلم ويستفيد الصغار من أطروحات أصحاب الخبرة.