إن وجود الاختلاف بين ثقافات البشر أمر طبيعي ووارد في حال اتفق أو رفض الطرفان الأفكار والآراء المطروحة في فترة المناقشة بموضوع معين.
ولهذا أرى أنه من الأفضل أن يتم نبذ العصبية والتعصب، وأن لا يتم التمسك بالرأي الواحد، بالإضافة إلى ذلك الابتعاد عن كثرة العتاب السلبي ولوم الآخرين أثناء النقاش، من خلال اتهامهم باستمرار في كل شيء؛ لأن هذا الأمر يورث البغضاء، فطبيعة البشر معرضين للصواب والخطأ بأي لحظة.
فعندما نطرح موضوعا معينا سواء كان يتحدث عن مشكلة اجتماعية أو الوشم أو الخصومة أو ظاهرة سلبية، بطبيعة الحال سنلقى من يعارض ويؤيد أي طرح، خاصة ولو كانت هناك مواضيع مثيرة للجدل.
فالذي يرفض تقبل ثقافة الاختلاف يصنف من أصحاب الفكر الضيق الذي يريد دائما أن يتهم من حوله بالفسق والفساد؛ وذلك نتيجة تباعد في وجهات النظر، ووجود اختلافات من ناحية قناعات وسلوكيات وعادات اجتماعية.
والمجتمعات المعاصرة بحاجة لتعزيز روح التسامح والتعايش والتفاهم بين مختلف الأطياف الاجتماعية والأجيال، حتى ولو كانت هناك معارضة بين كل طرف من الأطراف المتناقشة أو المتنازعة على قضية معينة.
يجب أن نتعلم تقبل ثقافة الاختلاف، وذلك من أجل الابتعاد عن الدخول في خانة الانفعال الشديد والكراهية التي تؤدي لمخاصمة شخص معين بسبب التعرض لنقد أو انتقادات سلبية صدرت منه، فطبيعة البشر لا يستوفون الكمال بل كل فرد لديه عيوب وسلبيات ومزايا معينة، وبهذا نحتاج للتحلي بالهدوء والسيطرة على الغضب.