إن لهذا الجيل الجديد توقعات عالية من ناحية العلاقات الإنسانية، فهو يتوقع معاملة خاصة من قبل الآخرين ومحترمة جدا، حيث يعتقد أنه يحتاج تعاطف أكثر في مختلف التعاملات اليومية، ويرفض تحمل المسؤوليات الكبيرة، وهذا يدل على عدم الرغبة في تحسين الحالة المعنوية والسلوكيات والتصرفات ويتم ذلك كوسيلة للهروب من مواجهة الواقع.
تتحطم نفسية فئة من الشباب والشابات نتيجة التعرض للتنمر اللفظي والإهانة في مواقع التواصل الاجتماعي أو الحياة العامة، ويلجؤون بعد ذلك للاستسلام للألم والإحباط، بالإضافة إلى عدم تقبل الهجمات والانتقادات السلبية، وهذا يعتبر نوع من الهشاشة النفسية ونقصد بالهشاشة هي سهولة الانكسار وعدم تحمل أي ضغط نفسي.
إن هذا الجيل يحتاج لأن يتكيف مع البيئة الاجتماعية السلبية التي يعيش فيها الأفراد المتنمرين والعنيفين وغيرهم، وذلك حتى تكون له قدرة على مقاومة الظروف الاجتماعية الصعبة ومشقة الحياة، فيجب على الإنسان أن يجتهد ويتعلم ليطور من نفسه أكثر من ناحية الجوانب الاجتماعية والنفسية؛ كي لا يجعل الطاقة السلبية تتسلل إلى عقله.
التمسك بالتوقعات العالية من مختلف الجوانب الحياتية غالبا ما يجعل الشخص يتعرض لإحباط؛ لأنه دائما يعتقد أنه سيلقى كل ما يرتاح له من دون أن يعمل ويصبر، كل هذه التوقعات العالية التي تراود فئة من الشباب والشابات تتوقف على طبيعة الظروف والبيئة المحيطة، فكل طرف لديه مشاكل ومشاعر وأفكار تحطيمية يواجهها.
يوجد من يريد إشباع احتياجاته وميوله الذاتية، ولكن هناك فئة من الشباب والشابات لا تستطيع فعل ذلك لعدم قدرتها على السيطرة على انفعالاتها الشديدة، فهذه كما قلنا التوقعات العالية ستجعل الإنسان يفقد خاصية التغيير الإيجابي، وعند فقدان هذه الخاصية سيعيش المرء في حالة متكررة من الفشل والخوف والاعتقاد بأن الآخرين سيعاملونه على حسب ما يدور في مزاجه وأفكاره.
تعيش اليوم الأجيال الجديدة في صراعات نفسية ويواجهون مشاكل متعددة تحتاج لسعة الصدر، ودراسة جميع الاحتمالات من خلال وضع خطط واستراتيجيات تمكنهم من التكيف مع مختلف البيئات الإنسانية، وذلك من أجل تنمية مستوى الصلابة النفسية.