إن عدم وضع استراتيجيات تهدف للسيطرة على الخلافات بشكل واعي، يؤدي لنشوب معركة يصاحبها التعصب والكراهية، وهكذا يمكن القول بأن غياب الوعي بين فئات اجتماعية معينة جعل لديها النظرة السلبية تجاه مختلف الشرائح، وهدفها هو إضعاف الروح المعنوية للأفراد المنتجين والنشيطين، خصوصا أن المرء المبدع مطالب بوضع استراتيجية لها دور في مقاومة الهجمات العنيفة.
تختلف الأفكار والآراء بين مختلف الأطياف الاجتماعية، فهناك أطياف تتبع الطرق التي تجعلها تتخذ التوجهات التي لها دور في احترام الاختلاف بين البشر وإحداث تغيرات إيجابية تؤدي إلى تهدئة الأوضاع في المجتمع، بينما هناك شرائح بشرية تلجأ إلى استخدام أساليب العنف التي لها دور في توسيع فجوة المعركة في البيئة الاجتماعية، من أجل إشعال خلافات.
ومن مستلزمات هذه المعارك هي استخدام عمليات وأساليب تهدف لخنق وإحباط المشاريع التطوعية، وخطط التحالف الحربي بين الأفراد.
إن استمرار المعركة يفترض إثارة العداء والمشاحنات بين الأطراف الأخرى وتسليط الضوء على العيوب دائما وذلك عن طريق إبراز الصورة السلبية لكل مبادرة يتم إطلاقها في المجتمع.
معركة الإرادة والصمود بالضغوطات الاجتماعية تعتبر من الأمور التي تساعد كل طرف على الحصول على تأييد شعبي، فكل شريحة تحاول تقوية نفوذها بشتى الطرق بغرض السيطرة على شريحة أخرى، أو قتل معنوياتها باستخدام أي وسيلة تجعلها تحت تأثير الضغط النفسي.
طريقة التعامل والتفكير السلبي تجاه أصحاب التوجهات المختلفة، يؤدي إلى إعطاء كل شريحة من المجتمع الفرصة للتهجم، ومن الواضح كلما تعمقت المعركة توسعت فجوة الخلاف في البيئة الاجتماعية، وتحول كل نقاش ثقافي وفكري واجتماعي إلى إبراز العيوب والأخطاء دون العمل على تحويلها للمسار السليم.
ولهذا يتطلب الأمر وجود عناصر تتحرك وفق تنمية القدرات والمهارات الإبداعية وتعزيز ثقافة المشتركات بدلا من التركيز على إثارة الخلافات، خصوصا وأن كل شخض يمارس ضغوطات على الآخر على حساب استغلال نقاط ضعف الآخر بغرض هزيمته نفسيا، مما يؤدي لإضعاف قدرة التفاهم والتواصل التعايش، وعدم تقبل ثقافة الاختلاف في المجتمع.