قال الله تعالى (إِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)

انطلاقا من الآية المباركة نتحدث معكم بشكل مختصر في ثلاث نقاط مختصرة .

النقطة الأولى

في معنى  التلاحم الاجتماعي

يعرف التلاحم عند أهل اللغة ب الجبر والتلائم والالتصاق كما يقول المثل عند ذكر التلاحم تلاحم الجيش في المعركة أي تقاتلوا صفاً واحداً ضد العدو ولهذا ذكرت في آيات كثير تحث وتدعو للاعتصام والجمع وعدم التفرق منها قول تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

وقول الإمام علي عليه السلام (أكثروا من الأصدقاء في الدنيا فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فحوائج يقومون بها، وأما الآخرة فإن أهل جهنم قالوا: (فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم)إخوان الصدق تعش في أكنافهم)

كل تلك الشواهد السابقة تدعو على الانفتاح على المجتمع والتأكيد على الأخوة,والتي تصب في معنى التلاحم المجتمعي , ولهذا نجد أهل البيت عليهم السلام يؤكدون على عقد اجتماعي يرتكز على قاعدة  الأخوة الإسلامية,لترسيخ البناء الاجتماعي..

النقطة الثانية

مقومات التلاحم

·      الحب الصادق لمجتمعه.

·      التعاون في نشر ثقافة العمل التطوعي والخيري.

·      المساهمة في تعميق الوحدة بين أفراد المجتمع.

·      المشاركة  في حضور المساجد والمجالس الحسينية.

·      البناء والتكافل الأخوي في المشاركة الثقافية العامة.

·      البناء الذاتي للفرد وانعكاسه على المجتمع.

·      تماسك الأسر مع بعضها البعض.

النقطة الثالثة

الأثر السلبي لعدم التلاحم الاجتماعي

عندما يغدو المجتمع متفرقاً مشتتاً تظهر ملامح الانهيار النفسي والأخلاقي وتحل اللعنة على الجميع ومن أبرز ملامح المجتمع الغير المتماسك هي..

·      الابتعاد عن حضور المساجد والمجالس الحسينية.

·      تخوين وفقدان الثقة في المؤسسة الدينية.

·      العزف عن النشاط الثقافي العام وعدم الاهتمام به.

·      الأفكار الدخيلة بسم الإصلاح والحداثة والفكر .

·      الفساد الأخلاقي العام ..

·      الابتعاد عن الكفاءات الأكاديمية .

بالرغم من كل ما ذكرنا ,نصل إلى نتيجة وهي ..لا يوجد مجتمع مثالي ولكن الواجب علينا أن نسعى نحو الإصلاح ببث الوعي الديني والفكري والاجتماعي حتى لا نكون لقمة سائغة للأعداء .كثير من المجتمعات سقطت لعدم حفظ التوازن الاجتماعي , ويعتبر التأكيد  على التلاحم أحدى مقوماته الرئيسية..