الفصام : هو اضطراب عقلي شديد يؤدي لجعل الأشخاص المصابين به يفسرون الواقع الخاص بالعالم الخارجي بطريقة غير واقعية، والمقصود بذلك وجود معتقدات غير حقيقية لدى المصاب كأن تكون لديه شكوك زائدة تجاه الناس، وضعف الثقة بالنفس والآخرين، والاعتقاد بأن هناك أشخاص يريدون مضايقته طيلة الأوقات أو توجيه الاتهامات له بغرض الشعور بالإحباط الناتج عن الاهتزاز والانهزام الداخلي، وتختلف الأعراض من شخص لآخر فهناك من لديه أعراض شديدة وأعراض خفيفة، وقد تتدهور الحالة النفسية للفرد بعد مرور فترة طويلة من الزمن، وذلك بسبب تجاهل المواجهة للمشاكل الشخصية والاجتماعية سواءا كانت في السابق أو الحاضر.
الأفراد المصابون بالفصام تعرضوا لمعاملة سيئة في الماضي، فهم يعانون من صعوبات متعددة تمنعهم عن التواصل مع من حولهم، وأيضا المعاناة من المشاكل الوظيفية في المجتمع وفي مكان العمل أو الدراسة، بالإضافة إلى ذلك انعدام التعامل الإيجابي من قبل الآباء والأمهات تجاه أولادهم وبناتهم، على سبيل المثال :استخدام أساليب التعنيف الجسدي واللفظي في السابق، فذلك يؤثر على شخصية الإنسان عندما يتقدم في العمر وخاصة في الفترة الشبابية، حيث ينتج عن ذلك اضطرابات وأوهام متضخمة، من شأنها أن تعكر مزاج وراحة الشاب والشابة.
من أعراض الفصام:
•صعوبة في النوم والتفكير.
•تبلد العواطف والأحساسيس.
•ضعف مهارة الاتصال البصري(تجنب النظر في أعين الناس).
•الانسحاب من الحياة الاجتماعية.
•عدم القدرة على اتخاذ القرارات الواعية.
•الميل للنسيان بكثرة (ضعف الذاكرة).
•عندما يرى المصاب بالفصام أشخاصا يتكلمون في مكان عام يعتقد أنهم يقصدونه من ناحية شيء معين، على سبيل المثال : كأن يشك بكثرة أنهم يريدون إيذاءه أو التلاعب به.
•وجود أفكار مشوشة أو غريبة.
•سلوك مضطرب يؤدي لعدم الشعور بالراحة طيلة الأوقات.
•وجود مخاوف مستمرة، تتعلق بالخوف من مواجهة موقف أو مشكلة معينة حصلت في الحاضر أو السابق.
توجد أسباب معينة تؤدي للإصابة بانفصام الشخصية هي: وجود سوابق انتحارية تعرض لها الفرد أثرت على مجرى الحياة التي يعيشها، والانعزال عن التحدث مع البشر بشكل كبير، والتهرب من تحمل المسؤوليات الكبيرة فالمصاب بالفصام يتهرب من مواجهة الأفكار التحطيمية التي تعمل على زعزعة الإرادة النفسية وتشويش الذهن، وهناك أسباب أخرى، وهي التعرض للتوتر الشديد، والحياة المجهدة التي تلعب دورا في جعل الشخص يفكر بشكل زائد، فمثلا الخوف مما سوف تحمله السنوات المقبلة، ونضيف إلى ذلك تجاهل التخطيط الواعي لمرحلة المستقبل، والمقصود بذلك أن صاحب الشخصية المهزوزة لا يستثمر وقت الفراغ باتباع وسائل التخطيط الاستراتيجي أو الطرق الفعالة التي تبعده عن الوقوع في الدوائر الضيقة التي تسبب القلق.
وجدير بالذكر أن هناك مجموعة من المعتقدات والمفاهيم الخاطئة المنتشرة تجاه المصابين بالفصام، حيث إن فصام الشخصية لا يعد انقسام أو تعدد في الشخصيات، فهو عبارة عن اضطراب عقلي يؤثر على الحالة النفسية والعاطفية، وأغلب المصابين ليسوا متهجمين وعنيفين أو خطرين، كما أن بعضهم لديه أعراض خفيفة ويعيشون ظروفا جيدة نوعا ما، ولكن يجب أن يعملوا على تطوير مهارات معينة، ويحتاجون للتدرب والتعود على التعامل مع المشكلات والمواقف الصعبة بصورة إيجابية بعيدا عن الغضب، وكذلك التكيف والتواصل مع البيئة الاجتماعية المحيطة بهم، وذلك كي لا تتضخم أعراض الفصام فتصبح شديدة بعد مرور فترة من الزمن.
وللتعامل مع الشخص المصاب بالفصام، يجب تحاشي توجيه الاتهامات له أو الهجوم عليه، وذلك كي لا يشعر بالغضب، وبالتالي يرفض التواصل مع من حوله، من هذه النقطة على كل شخص أن يفهم أن كل شخصية تحتاج لأسلوب معين للتعامل معها، فهناك أناس يعاملون من حولهم بأسلوبهم الخاص والواحد فقط وهذا يعتبر أمر خاطئ، فكل فرد تختلف لديه المشاعر والسلوكيات والأفكار والقناعات والحياة التي عاشها في السابق.
ويمكن للمصاب بالفصام أن يحل ويواجه المشاكل الخاصة به من خلال الاعتماد على النفس، والسيطرة على الانفعالات، والتعلم على اتخاذ القرارات بشكل واعي قبل الإقدام على ارتكاب أي فعل معين، إضافة للتعلم على مهارات متعددة تساعده على فهم نفسه أكثر والعالم الخارجي، وأيضا وتكوين علاقات وصداقات جديدة، من أجل التخلص من العادات السلبية القديمة.
تخيل في بالك أن عائلة كاملة مصابة بالفصام، كيف سيستطيع المربون التواصل مع الأبناء، وكيف سيكون لدى الابن أو الابنة قدرة على التواصل والتفاهم مع الوالدين؟
من هنا يجب التريث قبل إطلاق الكلام القاسي أو ارتكاب أي سلوك عدواني وفعل غير عقلاني، فهناك أمور من الممكن أن تؤثر سلبا على الحياة التي سيعيشها الشخص في فترة الحاضر والمستقبل القادم، من جانب آخر يجب تحاشي استخدام أساليب الضرب بكثرة؛ لأنها قد تسبب ارتجاج بالدماغ وخاصة عند منطقة الرأس، وصدمة نفسية حادة تبقى لمدة طويلة؛ مما يؤدي ذلك لإثارة الصداع وإضعاف التركيز والذاكرة والروح المعنوية.