عندما نتحدث عن موضوع التربية وماتحمل الكلمة من معنى يتبادر في أذهان البعض تعريف عام وهو أنها كتلة متماسكة من القيم السلوكية تتبلور في السنين الأولى من العمر وهذا التعريف في حد ذاته جيد, ولكن التربية الحقيقة هي صناعة كيان انسان يحمل في ذاته معنى الإنسانية بمختلق جوانبها الإيجابية .ومن هنا ننطلق إلى الأسس المنهجية للتربية والتي وردت على لسان أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام حيث قال لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم ، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم, من ذلك نخرج إلى نتيجة مفادها دخول شركاء جدد في تكوين تربية الأبناء منها مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث فهم يساهمون في تشكيل ثقافة الأبناء من التنشئة وحتى يكبر. ماذا يفعل ياترى الفيس بوك وتوتير والأنستغرام وبرامج الأيباد , خصوصاً في تراجع سلطة الأبوين والمدرسة والمسجد والمجالس الدينية , في ظل العولمة و نفوذها الطاغي.. مماساهم في وجود فجوة كبيرة بين عقلية الآباء وعقلية الأبناء , وبالتالي المسؤولية اتجاه هذا الاختراق العالمي مشتركة وتأتي في المقام الأول الأم ودورها كونها الملاصقة بشكل مباشر للأبناء وخاصة في المرحلة العمرية المبكرة , بعد لك يأتي دور الأب لتشكيل هوية الأبناء وكذلك المدرسة والمسجد والمجالس الدينية, من المهم معرفة ميول الأبناء والتأكيد عليها وغرس الطموح والتضحية من أجل الأهداف الحياتية, فالتربية ليس أكل وشرب ولهو بل تحمل مضامين أكبر .
تبرز أهمية تربية الأبناء في عدة أمور هامة لابد أن تأخذ في الحسبان..
- منح الأبناء الثقة مع مراقبتهم وملاحظاتهم عن بعد.
- المشاركة في هواياتهم وميولهم والتشجيع عليها.
- يدخل في تربية الأبناء وتشكيل شخصيتهم الإعلام الحديث.
- التربية أكبر من أكل وشرب وهي صناعة كيان انسان
- الابتعاد عن التسلط والجبر في فرض الآراء.
- مدارج الكمال ليست غاية وإنما مطلب نسعى إليه.
- كونو أصدقاء لأبنائكم ولا تشعروهم بالتسلط الأسري.
- تشجيعهم بالاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والأعلام.
- يقع على الأم الدور الأكبر في التربية كونها الأقرب دائماً لهم.
- تأمين الاحتياجات المادية والنفسية وهي الأهم.
- تجنب الصراخ على الأم وأبتعد عن فتح حوار سلبي أمامهم.
- اغرس في نفوسهم الحب والاحترام والإخلاص للأخر.
- قوي علاقتهم مع الله بالمواظبة على قراءة القران والحضور للمسجد.
- كن قدوة ,كن حنوناً, كن معلماًً ,كن صديقاًً.
- شجعهم على القراءة في العلوم المفيدة وخاصة كتب تنمية الذات.
- أعمل قروب واتساب , وتعرف على صفحاتهم في التواصل الاجتماعي.
- الأب والأم والمدرسة والمسجد دعامة في بناء شخصية الأبناء؟
- الحرص على اغداق الحنان للبنات أكثر من الأولاد.
- تقديم الهدايا بشكل يحسسهم بأنهم يحملون مكانة في نفوسهم .
- الإعلام الحديث شريك جديد في التربية فلنحذر من ذلك .
خلاصة الكلام تتلخص في عدة كلمات نبوية قالها الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و آله وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
وقول الإمام الصادق عليه السلام: "أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم يُغفرْ لكم"1 ، وفي الحديث: "لئن يؤدِّب أحدكم ولده خير له من أن يتصدّق بنصف صاعٍ كلّ يوم"
ومن أجمل ما سمعت قول أحد الحكماء عن تربية الأبناء: ما يجمل الحديقة هو الزهور وليس السياج! هكذا تربية الأبناء: بغرس القيم فيهم بدلاً من السيطرة عليهم!
التعليقات 1
1 pings
جاسم يوسف الياسين
2015-01-09 في 11:07 ص[3] رابط التعليق
كاتب مبدع بحق …