الجواب بسمه تعالى
إذا عرف الإنسان حجمه الطبيعي من حيث العلم والمعرفة وعرف حدوده الشرعية ( حلاله وحرامه والمكروه والمباح و المستحب) مابينه وبين ربه وما بينه وبين الناس علم أن جوهر التقوى هو جلباب يكسو الروح من بهاء الله ولطفه وكرمه فتحجب الإنسان عن أن يؤذي نفسه بظلمها وأن يعطيها فوق حجمها بثقته الزائدة أو أن يؤذي الآخرين بلفظ أو فعل.
فالتقوى حجاب المؤمن الواعي الذي لا يخدعه جمال اللسان والملبس والمظهر، بل ينظر ما هو الأقرب من أقوال وأفعال يحبها الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام، فلو وقفنا على بعض صفات المتقين كما وصفها سيد الأوصياء عليه وعليهم السلام للمسنا هذا بعين البصيرة حينما قال :
( فهم لأنفسهم متهمون... إذا زكي أحدهم خاف مما يقال له فيقول أنا أعرف بنفسي من غيري وربي أعلم بي من نفسي اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون... يكره السمعة... بشره في وجهه وحزنه في قلبه...)
فعلينا أن نتأمل في أنفسنا في أي موضع هي ولا يعرف موضعها إلا كما روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي.(١)
فإذا كان هناك واعظا من النفس وصديقا صدوقا يهديك عيوبك وخوف من الله من أن تظلم نفسك وتظلم الناس حينها فقط تعلم جوهر التقوى .
ونختتم كلامنا هذا بحديث للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال: " كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان "(٢)
المصادر :
(١) وسائل الشيعة ج ٨ص٤١٣.
(٢):الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٦ - الصفحة ٥٦٦