يشكل الحقد خطرا كبيرا على العلاقات الإنسانية، حيث يجعل كل طرف يتبع أسلوب تصيد الأخطاء وكذلك يلجأ كل شخص إلى تدمير المشاريع الخاصة بالآخر، مما يؤدي إلى تأسيس حالة الحقد الشديدة التي تبقى لفترة طويلة من الزمن، بسبب تباعد وجهات النظر أو وجود خلافات معينة يصعب التعامل معها.
الانتقام يحجب الرؤية عن العمل على التخطيط لأهداف الحاضر والمستقبل ،فالحقد يدخل أفراد المجتمع في دائرة ضيقة يصعب الخروج منها، وذلك نتيجة عدم السيطرة على الغضب .
فالانفعالات غير المتوازنة تعمل على تهييج العواطف البشرية، وبالتالي يصبح الناس غير قادرين على تخطي تلك الصعوبات التي تتمحور حول الإحباط واليأس.
والمشكلة الكبرى هو وجود نوع الانتقام الذي يجعل بعض الأشخاص لا يساعد الأطراف الأخرى على تخطي تلك العقبات الشاقة ،بل تسعى تلك المجموعات المجتمعات المعينة إلى استخدام أسلوب نشر الغسيل (استغلال المواقف والمشاكل الخاصة بالآخر بغرض إثارة الفتن، أو العمل على الرجوع للخلافات السابقة بهدف إثارة الأحقاد في النفوس)، بدلا من التعامل مع الخلافات بطريقة إيجابية تسهم في تقريب الثقافات، وتهدئة حالة الغضب، والتشنجات النفسية الشديدة.
وتؤدي هذه المشاعر الانتقامية إلى زرع الأنانية بين المجتمعات الإنسانية، والأنانية لا يمكن أن تصنع الحياة الهادئة بل تجعل ثقافة الحقد تنتشر بشكل كبير في البيئة الاجتماعية، وبالتالي يصبح المجتمع بيئة خصبة لانتشار السلوكيات والأفكار العدوانية التي تشكل خطرا على العلاقات في فترة الحاضر والسنوات المقبلة.
السيطرة على الثغرات التي تؤدي لانتشار الممارسات السلبية في البيئة الاجتماعية مرتبط بالقدرة على ضبط النفس والانفعالات غير المتوازنة، بمعنى آخر وجود فئات تعمل على تأصيل ثقافة المساعدة والتي تحتاج للتمسك بالصبر والعمل والجهد الكبير ليتم تأصيلها ؛ من أجل أن يكون المجتمع بيئة خصبة تهدف لتوسيع المشاريع التنموية.
وقبل الخوض في حل المشاكل الكبيرة وتغيير الأمور السلبية التي من حولنا يتطلب علينا أن نبدأ بالتوجه نحو تصحيح أخطائنا أولا، وأن لا نلقي اللوم بكثرة على الأشخاص المحيطين بنا لأن كل إنسان معرض للخطأ بأي لحظة في الحياة التي يعيشها، ولهذا على البشر أن يتصالحوا مع ذواتهم لتكون الحياة مليئة بالسلام والهدوء، إضافة لقبول آراء الآخرين بعيدا عن التعصب الزائد.