قد يبدو العنوان غريبا نوعا ما فما دخل السكر بالإختبارات ولماذا أسمر وليس بأبيض !
الا انه حينما نذكر مفردة الاختبارات يتبادر الى أذهاننا ذاك الكم من الكتب وتلك الليالي الطويلة من السهر والتعب والمذاكرة للتحصيل الذي لطالما سعى اليه الطلبة طوال العام الدراسي او نصفه فتجد حالة من الاستنفار اللامعهود في صفوف أفراد الأسرة ابتداء من الأم والأب وانتهاء بآخر الأبناء حيث يحرم هو الأخير من كل الفسح والملهيات احتراما للوقت الذي يذاكر فيه اخوته استعدادا لأيام الجد والحصاد
( بسم الله الرحمن الرحيم) ..... ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
كان حلما جميلا ولكنه ثقيل !!

ذكرني بأيام الدرسة وفترة الاختبارات
الحمد لله الآن اختلف الوضع فلم يعد أبنائي. يعيشون ماعشته مثل تلك الأيام
هاهم يخرجون ويلعبون ويتسوقون وفي نفس الوقت يذاكرون . اختلف الوضع فكلهم سيحصلون على درجة واحدة والكبار منهم سيجتازون المادة وان أخفقوا فيها لابأس سيحملونها وان لم يفلحوا أتينا لهم بمعلم في الصيف يدرسهم وسيختبرون وسينجحون لا بأس لا بأس ...... وثلاثون بالمائة من المعدل تأتي بسهولة يبقى الدور على القدرات والتحصيلي ايضا لا بأس كم دورة ( ويمشي الحال )
وان كان والا ادخلناهم على حسابنا فالبنوك تقرض والعمر يمضي ولا أحد يسأل كيف ومتى أو لماذا ولكن أين السكر في الموضوع ؟؟
السكر الأبيض الذي تغزل في بياضه الشعراء وطعمه الحلو فقد قيمته حين أتى من ينصحنا بأن جل أمراضنا منه وانه يجب علينا أن نستبدله بالأسمر
ترى هل كنا نعقد الأمور في السابق حين كنا نقدس أيام الاختبارات ونحترمها لنكتشف أنها كالسكر الأبيض لاقيمة لهذا التقديس فالبديل أفضل وأسرع وأنجح والسكر الأسمر حلو كالأبيض الإ أن الفارق كبير بين الاثنين أم أن رغم كل ذلك يبقى ماتذوقناه في الماضي عالق في أحاسيسنا ومندمج مع مستقبلنا وأن الأصل في الحلاوة لمن عبق في ذاكرتنا فما أحلى تلك الأيام وما اروع هيبتها حين كنا ننام والكتاب مفتوح تحت وسادتنا ينتظر منا في الصباح أن نراجعه للمرة الثانية او الثالثة .