لنسمو بأرواحنا في شهر الخير ، ولنجعل هذا الموسم القصير نقطة تحول لذواتنا ، فنحن جميعنا في ضيافة إلهية ، وهذا شهر تجلي الكرم الإلهي ، شهر تجلي الرحمة والمغفرة التي
لا حدود لها.
لنحاول أن نصل إلى أعلى مستوى من الكمال ، ولنحرص على إعادة برمجة أنفسنا ونرى أرواحنا من الداخل ، نحاول أن نرمم ما أفسدته شهور العام ، لنجعل هذا الشهر الفضيل إعدادا روحيا لتغيير منعطف حياتنا .
لنهيئ أنفسنا ونُحلق بها في فضاء الصالحين ، لِنتعمق في حالة الارتباط الحقيقي مع الله، وهذا لا يكون إلا بالتغيير الباطني.
فهذا شهر التقرب من الله والمصالحة مع النفس بتهذيبها وترميمها وإصلاحها، فلا ينبغي أن نستقبل ليالي القدر تلك الليالي العظيمة عالية الشأن وأرواحنا مضطربة وغير مهيأة . لابد أن تكون متصلة اتصالًا روحيًا وكاملاً بالمعشوق الحقيقي، مُقبلة إليه إقبالًا يليق بعظمته .
ولكي نصل إلى مرحلة النور الباطني والصفاء الذهني والتلذذ بالعبادة للمعبود ، لا بد أن نمحور قلوبنا نحو الهدف الذي خُلقنا من أجله ، وأن نتجرد من عالم الماديات إلى عالم المعنويات هكذا نرتقي ونسمو لمرحلة الكمال الحقيقي والقداسة الروحية .