تتمثل مهمة العمل التطوعي في تعزيز الممارسات التي تنطوي على العمل لمواجهة العوامل السلبية ومقاومة العوائق النفسية التي يعاني منها الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى تطوير السلوكيات والأفكار والقدرات الإنسانية.
يعتبر التطوع عمل إنساني يقدمه الشخص على حسب مستوى قدراته وإرادته ورغبته من دون أن يجبره من حوله على فعل ذلك، ويهدف هذا العمل إلى دعم الفرد والمجتمع من مختلف الجوانب النفسية وغيرها من الجوانب الأخرى.
الإنسان لديه حاجات ورغبات فعندما يفقد التوازن النفسي فإنه لم يتمكن من خفض القلق الناشئ عن هذا الشعور، ولهذا يجب أن يبذل نوعا من النشاط الذهني والجهد ليعود سلوكه إلى حالته الطبيعية ويحدث تقدما إيجابيا، كي لا يخاف فتصبح لديه مشاكل تؤدي به لفقدان السيطرة على الانفعالات الخاصة به.
التطوع في المعارك النفسية الخفية يعتبر عاملا مساعدا لتخفيف الانفعالات الذاتية الشديدة، حيث يساهم التطوع في إشباع الحاجات النفسية أو يساهم بشكل كبير في التطوير ليس فقط للمجتمع بل للمتطوع نفسه، لأنه يبذل الجهد الفكري الذي يمكنه من الصمود أمام هذه الضغوطات .
يسعى كل طرف من أطراف الصراع الثقافي إلى شن هجوم محبط خفي على القوى النفسية لدى الآخر، لهذا من اللازم أن يقوم المرء بنشاطات معينة، حتى يحمي ذاته من الهجمات النفسية الخفية.
فهذا ما يفعله أطراف الصراع الثقافي الذين يريدون إقلاق الأطراف الأخرى بطريقة خفية بغرض جعلهم يشعرون بالخوف وذلك حتى يتم إضعاف الإرادة ليفقدون القدرة على القيام بالمهمات التي تساعد على تخطي الصعوبات.
إن عدم مقاومة هذه الهجمات أثناء الصراع تحطم معنويات الفرد، من هنا نرى أن القيام بالأعمال التطوعية تقود لزيادة الطاقة المعنوية، فالمشاريع السرية تهدف لإيجاد حلول لمساعدة المتضررين من المعارك الخفية، في فترة المعارك هناك مشاريع تطوعية مدعومة من قبل فئة من الشباب أو جماعات أو شخصيات معينة، من شأنها العمل على مساعدة الأفراد وتحفيزهم وتشجيعهم على تحمل الضغوطات النفسية، بالإضافة لتدعيم التماسك الاجتماعي.
ويمكن القول بأن التطوع في المعارك النفسية له مجموعة من الآثار الإيجابية وهي كالتالي:
- تنمية الإرادة والعزيمة، وإنجاز الأهداف الصعبة وسط الإحباطات الشديدة .
- زيادة تقدير الذات و إمكانية التغلب على العوائق .
- تحفيز وتنشيط الذهن .
- تنمية المهارات بشكل عام.
ولا تقتصر الأعمال التطوعية فقط على المهمات التي يكون بها نشاط وجهد قليل ،بل حتى في المعارك النفسية الخفية يحتاج الإنسان للتطوع، فهو مطالب بخوض صعوبات كثيرة حتى يحقق الأهداف والرغبات والحاجات النفسية الكبيرة، ليكون منتجا وفعالا في أداء العمل، ويكسب مهارات نفسية متعددة تساعده على حل المشكلات التي تعيق سير عمله ، كما أنه بحاجة لأن يدرك أن هناك أفكارا وعادات تؤثر عليه سلبا.
يفقد الأفراد الدافعية الإيجابية ويشعرون بخيبة الأمل عند عدم وضع الاستراتيجيات النفسية التي تهدف لاختراع وسائل تسهل من مقاومة الضغط النفسي الناتج عن الهجمات الخفية، فالذي يمنع الشخص من التخطيط هو ضعف مستوى الإرادة.
ولتجاوز الصعوبات التي تعترض الطريق لتطور الطاقة النفسية الإيجابية ، يجب تحمل العوائق الشاقة، من أجل تدعيم التماسك النفسي للفرد والمجتمع .