«النقصة» من العادات الشعبية المتوارثة بين الأجيال فهل مازالت موجودة؟
بجولة سريعة بين الطرقات قبل أذان المغرب في شهر رمضان تجد الأطفال والكبار «نساء ورجال» تدور بأطباقها من منزل إلى آخر يتبادلون بهذه الطريقة ألذ المأكولات كاللقيمات والهريس والجريش وبعض الحلويات والمعجنات وما يجود به الشهر الكريم من مأكولات خاصة به ولا تجهز إلا في أيامه الفضيلة.
«النقصة» أخذت منحى العادة منذ قديم الأزل حيث كان الجار يأخذ من طبقه المعد له -القليل- ليؤثر به جاره، ومن هنا جاء تسميتها «بالنقصة» أي ما نقص من الطبق وأعطي لآخر.
هي تجسد أجمل معاني الحب والايثار والتواصل المجتمعي بين الناس لا سيما بين الجيران وموروث أصبح شعبي بدرجة كبيرة تناقلته الكثير من الشعوب الخليجية والعربية فأصبحت عادة قوية تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل.
تقول الحاجة أم محمد: إنها من أكثر العادات جمالا وهي من العادات الأصلية التي عرفناها منذ الطفولة وتقل: "بأنها تختلف عن الهدية فالهدية لها معاني ونيات أخرى أما النقصة فهي محبة متبادلة بين الجيران والأهل تكثر في شهر رمضان ولها طابع خاص"
عبرت كل من أم عفراء وأم زينب عن سعادتهما بهذه العادة أنها مازالت موجودة إلى يومنا هذا وأن النقصة ليست محصورة على تبادل الأطباق بين المنازل فقط وإنما حتى بين المنازل والمساجد إذ تقول أم زينب: كنا وجيراننا «ننقص» إلى المساجد حولنا بالقليل حتى يكون إفطار للمصلين ونكسب الأجر والثواب.
الحاج حسين يقول: بأنه إذا جاء جاره بطبق فيه «نقصة» كان لزاما عليهم في نفس اليوم أو في اليوم التالي أن يردوا هذه «النقصة» بنقصة أكبر وأكثر ومن ضمنها طبقهم فلابد أن يعود إليهم ممتلئ، أما اليوم فقد اختلف الوضع قليلا فبعد أن كانت النقصة توضع في أواني وأطباق معدنية خاصة بالجيران أصحبت الان توضع في أواني بلاستيكية حتى لا تختلط الأطباق أو لا تعود لأصحابها وحتى لا يحرج الجيران من شرط إعادتها ممتلئة كما قدمت لهم، وهو تغير يتماشى مع العصر الذي نحن فيه وتطور الزمن والآن حفظ للنظافة ومنع من انتقال فيروس كورونا.