ذكرنا سابقا حول النفس أنها تسكن الجسد وتنتمي لعالم ما وراء الطبيعة الملكوتي الميتافزيقي غير المرئي ولها مستويات من الطاقة المتذبذبة لا يمكن رصدها حاليا ولها قوانين خاصة تنسجم مع عالم الغيب الملكوتي تختلف عن مستوى تذبذب قوانين عالم المادة وكثافتها المشهودة لكن تظل النفس مقيدة بقوانين المادة والجسد ما دامت تعيش في حيزه إلا عندما تخرج مؤقتا او تتحرر نهائيا عن الجسد فتصبح حركتها وسرعتها ضمن مستويات العالم الآخر ، ولو أردنا تقريب سرعتها فهي تمثل سرعة الخيال والتفكير نفسه ، فعندما نتخيل ونفكر نحس بسرعة ربط بين الصور والاصوات والافكار المتباعدة يصعب على المنطق الربط بينها او يعقلها إلا في عالم النفس الخيالي المتجرد حيث تصل لأي مكان او زمان تريده خلال أجزاء من الثانية..
الجدير بالذكر وبحسب التجربة ان الانسان لا يستطيع تخيل صور او أصوات او مشاعر ما لم تكن مخزنة مسبقا في ذاكرته ، هذا في حالة التفكر والتخيل الإرادي ، وهنا يأتي دور تأثير الخبرات الكلية المكتسبة المحفوظة في الذاكرة والتي على إثرها يتكون الفارق النسبي بين انسان وآخر في التخيل والربط وبالتالي التباين في النتائج والمخرجات .
لقد حاول البشر كثيرا تحقيق حلم السفر عبر الزمن فصنعوا طائرات وصواريخ بالكاد كسرت حاجز سرعة الصوت (343 ) م/ ث خرجت من محيط كوكب الارض وبعض الأقمار الاصطناعية والتلسكوبات التي وصلت مشارف المجموعة الشمسية وكواكبها لأن المسافات في الفضاء شاسعة جدا لدرجة انها تقاس بالسنة الضوئية ، وظهرت نظريات عدة للسفر عبر الزمن للتنقل بين العصور الماضية والمستقبل كالنظرية النسبية لأينشتاين في سرعة الضوء وتباطؤ الزمن ونظريته في الثقوب الدودية ونظريات حني الزمكان وضغطه ونظريات الثقوب السوداء ونظرية تحفيز الفوتونات ونظرية اللادقة او الشك لهايزنبرغ في الفيزياء الكمية وكذلك نظرية التشابك الكمومي ، تبقى هذه النظريات مجرد قراءة رياضية عقلية على الورق لا يمكن حتى الآن تحويلها الى واقع حقيقي .
لقد حاول البشر كثيرا صنع آلات للسفر في الزمن مثل المحرك الزمكاني بسرعات تفوق سرعة الضوء لطي الزمان والمكان ولكنها فشلت ولم نشهد نجاحها إلا في أفلام الخيال العلمي على شاشات العرض كسلسلة حرب النجوم وافلام سوبرمان ، وغيرها في محاولات لتقريب صورة واقعية للمشاهد عن هذه النظريات .
لكن لماذا ؟
نظريا وحسب رأي اينشتاين في النظرية النسبية لا يمكن لأي جسم تجاوز سرعة الضوء المحددة بـ ( 300.000 ) كلم/ ث وإن تساوى معه ستصبح كتلته لا نهائية وسيحتاج الى طاقة هائلة لدفعه ، بينما نجد الضوء نفسه يعمل بهذه السرعة دون أي مشاكل لذلك قال البعض : إن سرعة الضوء هي من تصنع الزمن .
ومن العوامل المؤثرة بشكل كبير في سرعة الأشياء هو عامل اختلاف الكثافة بين المادة والضوء فهو من يحدد أقصى سرعة لكل منهما فلو استطعنا تحويل الاجسام المادية ذات الكثافة العالية الى نوع من الطاقة لأصبحت سرعته عالية ولاختصر الزمان والمكان بنسبة كبيرة وهذا ما يعرف دينيا بمفهوم (طي الارض) أي طي المكان والزمان وقد حبى الله كوكبة من البشر هذه الخاصية الفريدة استخدموها لأداء مهمات خاصة ووهبهم القدرة في تحويل اجسامهم المادية الى طاقة نوعية للتنقل بين مستويات عالم المادة المشهود وعالم الغيب الملكوتي دون استخدام أي معدات مادية او طاقات خارجية سوى قابليتهم النفسية لفعل ذلك لامتلاكهم اسرارا ومفاتيح هذا النوع من العلم المتقدم.