سأل احد المستمعين ضيف الحلقة؛ ما هو العامل الأول لتحقيق السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة؟
فقال: إن الإنسان يريد أن ينجح في حياته و أن يكون سعيداً موفقاً وأن يضمن مستقبله الأخروي.
لو رجعنا إلى آيات القرآن الكريم لوجدنا الإجابة واضحة جلية . العامل الأول هو الرؤية السليمة، وبتعبير القرآن الكريم الهداية، فالعنوان الأول للقرآن هو الهداية(شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ) والدعاء الأول للمؤمن طلب الهداية (ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ)
الرؤية السليمة الواضحة تشمل:
- حقيقة الوجود
(وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ)
- أعلى الأهداف
(وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلࣰا مِّمَّن دَعَاۤ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ)
- حتمية الابتلاء
(ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ)
من خلال هذه الرؤية يحدد الإنسان أهدافه ومبادئه، سعيا لتحقيق رضا الله تعالى، كما يستعد لمختلف الابتلاءات والصعوبات، فيستقبلها بنفس راضية وقلب مطمئن.
إن التخطيط والبرمجة لاستغلال شهر رمضان بالصورة المطلوبة يجب ان يكون هدف كل مسلم. حيث ان المناسبات الدينية تشكل محطات للعبرة، ومشاريع للبناء، والشعائر والمواسم تمثل دورات مكثفة في فهم الإسلام، ومحاولة تجسيده كواقع عملي متحرك فاعل.
و يمثل شهر رمضان فرصة الفرص، وغنيمة الغنائم، وبكونه أفضل الشهور، وأعمها بركة، وأوفرها خيراً، فهو كما روي عن النبي(ص) (شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله).
وفي أخر أيام شعبان ندعو ،اللهم بلّغنا رمضان بلوغًا يغير حالنا إلى أحسنه ويهذب نفوسنا ويطهر دواخلنا، بلوغ رحمـة ومغفرة وعتق من النار.