إن حياة الإنسان بطبيعتها حياة مُتقلبة لا تسير على وتيرة واحدة ، فلا حزن يدوم بها ولا سعادة مستمرة ، ومن تصور غير ذلك فتصوره باطل وفهمه خاطئ ؛ إذ لا بد للإنسان أن يؤمن بذلك إيمانًا تامًا ، ويكون راضيًا وفق ما تسير عليه الحياة ، وأن يسمو بأفكاره نحو التفكر والتدبر حول مشيئة الله وقدرته ، ولا بد من إدراك أن السعادة الدائمة حالة صعبة المنال، ومن أدرك حقيقة ذلك عاش حالة من السعادة والرضا . فالشعور بالسلام الداخلي والتحرر من الأفكار السلبية والرضا الدائم يجعلك تتغلب على ضغوطات الحياة ومتاعبها ، ويجعلك تعيش حياة هادئة وهانئة . فسعادة الإنسان لا تُقاس بمكان معين أو شخص معين أو حالة زمنية معينة ، إنما هي استشعار نفسي نابع من القلب لا يدركه إلا صاحب الحظ الكبير والنعمة الغامرة التي حُرِم منها الكثير من الناس .
فالكثير منا تحوطه أسباب السعادة ولكن للأسف يجهلها ، فتراه يعيش حياة مليئة بالأحزان والهموم ناسيًا ماهو عليه من نعيم ، إذ نرى أن محفزات الشعور بالسعادة كثيرة جدًا منها :
- أن يكون الإنسان إيجابيًا دائمًا مطورًا لذاته وعمله.
- أن يكون راضيًا قانعًا بما يملك.
- أن يعيش ببساطة مهما علا شأنه.
- أن يعيش لحظاته بحلوها ومرها.
- أن يكون دائمًا متفائلًا دون أن يتشاءم أو يستسلم.
- أن يستشعر الرضا والقبول في كل شيء حتى يجعل حياته خالية من الضغوطات والمتاعب والآلام ، فالسعادة الحقيقية تنبع من داخل النفس بالعطاء ، بالحب بالتنازل ، بالقناعة والرضا .